لعل ما يميز الدورة 19 من البطولة الوطنية الأولى هواة –شطر الشمال- التحاق الإتحاد الإسلامي الوجدي بركب المقدمة بعد الفوز الصعب الذي حققه بميدانه أمام نجاح مكناس القابع في ذيل الترتيب ،مستغلا تعادل المتزعم هلال الناظور في رحلته إلى تنجداد لمجابهة وفاقها المحلي الذي عودنا على قهر و هزم الكبار داخل قلعته.في حين أن النهضة البركانية لم تترك الفرصة بميدانها تمر وسحقت ضيفها فريق قدس تازة بثلاثية نظيفة. أمام جمهور غفير حج إلى الملعب البلدي بوجدة لمساندة وتشجيع الإتحاد الإسلامي الوجدي الطامح هذا الموسم لمعانقة اللقب و الانتقال إلى القسم الموالي أمام فريق نجاح مكناس القابع في ذيل الترتيب الذي حل إلى وجدة و هو متأثر بالأحداث الأليمة التي عرفتها المدينة على خلفية انهيار صومعة مسجد "خناثة بنت بكار" و ما خلفه من ضحايا،فرغم ذلك استطاعت العناصر المكناسية أن تظهر خلال هذا اللقاء بوجه مشرف من خلال الانتشار الجيد و المحكم للمجموعة داخل رقعة الملعب تمكنت من افتتاح حصة التسجيل وخلقت متاعب كثيرة لأشبال المدرب حسن بريشي الذين بدا عليهم عياء واضح أفقدهم عامل التركيز وكذا التفكك على مستوى وسط الميدان و خطوط الهجوم التي لم تستطع ترجمة الفرص المتاحة إلى أهداف ،وبقيت المباراة بين أخد ورد قبل أن تتمكن عناصر الإتحاد من تعديل الكفة بهدف أرجع الدفء و الحماس لمدرجات الملعب البلدي التي كانت مملوءة عن آخرها و التي عرفت في السنين الأخيرة إصلاحات جذرية استحسنتها الفرق المحلية التي تمارس تداريبها وتلعب مبارياتها في هذا الفضاء في انتظار البديل . ففي الوقت الذي كان يعتقد فيه الجميع أن المقابلة تسير نحو التعادل ، استطاعت عناصر الإتحاد تسجيل هدف الفوز في الدقيقة 92،هذا الانتصار خول للفريق اللحاق بالزعامة مناصفة مع هلال الناظور بفارق النسبة العامة للهلال الذي لم يوفق في رحلته إلى تنجداد واكتفى بنتيجة التعادل هدف لمثله. وبعد مرور حوالي الثلثين من عهد البطولة الوطنية الأولى هواة شطر الشمال شطر الشمال بدأت معالم الصراع والتنافس تحتدم بين الثلاثي ،الهلال،الإتحاد و النهضة ،لما لا وهي فرق تتوفر فيها كل المواصفات من أجل فرض الذات وكسب ورقة المرور إلى القسم الموالي،ولعدة اعتبارات أهمها تاريخ هذه الفرق التي سبق لها و أن لعبت ضمن بطولة القسم الوطني الأول وأنجبت لاعبين كبار أسدوا خدمات جليلة لكرة القدم المغربية بالإضافة إلى الإمكانيات المادية والبشرية التي تتوفر عليها هذه الأندية ،ويمكن اعتبار الجماهير الغفيرة التي تساندها و تشجعها أكبر رأسمالها، فهذه كلها عوامل أساسية ستساهم لا محال في إعطاء قيمة مضافة لهاته الفرق من أجل بدل مجهود كبير لتحقيق آمال الجماهير العريضة التي أصبحت لا تتوارى في تقديم الدعم و المساندة لفرقها التي أصبحت ملزمة الآن و من أي وقت مضى تحقيق الهدف المنشود التي تطمح إليه كافة مكونات الفرق.