و المغرب يدعو الطرفين الآخرين إلى العمل على إيجاد تسوية "واقعية" والتخلي عن مواقفهما المعرقلة. وواشنطن تشيد بانعقاد الجولة الثانية من المباحثات غير الرسمية. بدعوة من السيد كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستشارك المملكة المغربية من 9 إلى 11 فبراير 2010، بمدينة أرمونك، بضواحي نيويورك، في الاجتماع الثاني غير الرسمي، الإعدادي للجولة الخامسة من المفاوضات، الهادفة إلى إيجاد حل سياسي ونهائي للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية. وأوضح بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون حسب وكالة المغرب العربي للأنباء،أن الوفد المغربي سيضم السادة الطيب الفاسي الفهري وزير الشؤون الخارجية والتعاون ومحمد ياسين المنصوري المدير العام للدراسات والمستندات وماء العينين بن خليهن ماء العينين، الكاتب العام للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية. وأضاف البلاغ أن هذا الاجتماع غير الرسمي، الذي سينعقد بحضور المملكة المغربية والجزائر وموريتانيا والبوليساريو، يندرج في إطار تطبيق قراري مجلس الأمن 1813 (2008) و1871 (2009) اللذين يدعوان الأطراف إلى الدخول في مرحلة من المفاوضات المكثفة والجوهرية، مع الأخذ بعين الاعتبار الجهود المبذولة من طرف المغرب منذ 2006 ، والتحلي بالواقعية وبروح التوافق. وخلص البلاغ إلى التأكيد على أن المملكة المغربية ستشارك في هذا الاجتماع غير الرسمي، يحدوها في ذلك حسن النية وروح بناءة، وتأمل أن تتجاوز الأطراف الأخرى تصوراتها الجامدة وتنخرط بالتالي في دينامية إيجابية من أجل التوصل إلى حل سياسي توافقي، واقعي وقابل للتطبيق، بما يخدم السلم والاستقرار وتنمية المنطقة في إطار اتحاد المغرب العربي. وذكرت وكالة فرانس بريس أن المغرب دعا الطرفين الآخرين إلى العمل على إيجاد تسوية "واقعية " لقضية الصحراء مؤكدا على عدم قابلية خيار الاستفتاء ، ذي الخيارات القصوى ، للتطبيق. وأضافت الوكالة نقلا عن مصدر رسمي مغربي أن الوفد المغربي سيجدد خلال مباحثات نيويورك دعوته للطرفين الآخرين "للتخلي عن موقفهما المعرقل واستراتيجيتهما التحريفية". ويبدأ الاجتماع الثاني ، غير الرسمي التمهيدي للجولة الخامسة من المفاوضات الهادفة إلى إيجاد حل سياسي ونهائي للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية ، اليوم الأربعاء في مدينة أرمونك بالقرب من نيويورك وذلك بدعوة من السيد كريستوفر روس ، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة. وأشارت الوكالة إلى أن المغرب سينتهز هذه الفرصة " ليبرهن مرة أخرى على أن المقاربة القائمة على الاستفتاء ذي الخيارات القصوى غير قابلة للتطبيق وأنها استبعدت تماما". وأكد المصدر نفسه أن " اللجوء إلى الاستفتاء يبقى نادرا في الممارسة الأممية ، حيث تمت تسوية معظم الحالات من خلال المفاوضات بين الأطراف ". ولاحظت وكالة فرانس بريس أن المغرب " يدعو البوليساريو والجزائر إلى العمل ، في نيويورك ، على إيجاد تسوية واقعية وقابلة للتطبيق من شأنها أن تحقق السلم والاستقرار لبلدان اتحاد المغرب العربي الخمس وتساعد على تحقيق التقدم والرخاء لسكانه". ويندرج الاجتماع غير الرسمي الثاني حول الصحراء في إطار تطبيق قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ، وخاصة القرارين 1813 و 1871 اللذين تمت المصادقة عليهما على التوالي في أبريل 2008 وأبريل 2009. وتدعو هذه القرارات كافة الأطراف إلى الانخراط في مفاوضات مكثفة وجوهرية مع الأخذ بعين الاعتبار الجهود التي تبذلها المملكة منذ سنة 2006 ، وإلى التحلي بالواقعية وروح التوافق للتوصل إلى تسوية سياسية ونهائية للنزاع الإقليمي المتعلق بالصحراء المغربية. ويأتي هذا الاجتماع الثاني أيضا بعد أربع جولات من المفاوضات التي انعقدت في مانهاست سنتي 2007 و 2008 تحت إشراف المبعوث الشخصي السابق للأمين العام للأمم المتحدة السيد بيتر فان فالسوم . وفي هذا السياق سيعبر الوفد المغربي ، في اجتماع نيويورك ، عن استعداده للتفاوض حول تسوية نهائية توافقية على أساس المبادرة المغربية المتعلقة بالحكم الذاتي التي أشار مجلس الأمن بوضوح إلى أسبقيتها. وسيؤكد الوفد المغربي على صواب هذه المبادرة وسيذكر بالمقاربة الديمقراطية التي ساعدت على إعدادها وسيعرض محتواها الجوهري وسيبرهن على مطابقتها للشرعية الدولية وسيحلل بعدها الجهوي . وفي الوقت نفسه سيفضح المغرب ، مثلما فعل في الاجتماعات الأخرى ، المرجعية المتجاوزة للمقترح المزعوم الذي قدمه " البوليساريو " ، ومحتواه المتجاوز ، وقراءته المضللة والمحرفة لمبدأ تقرير المصير ولفلسفته المناقضة للتوجه الذي وضعه مجلس الأمن ، والذي ينشده المجتمع الدولي لتسوية هذا النزاع الإقليمي . وفي الوقت الذي سيشدد فيه الوفد المغربي على عدم قابلية الاستفتاء ذي الخيارات القصوى للتطبيق ، سيبرهن على أن اللجوء إلى هذا الخيار يبقى نادرا في الممارسة الأممية ، حيث تمت تسوية معظم الحالات من خلال المفاوضات بين الأطراف. كما أن التجربة الدولية بينت أن مبدأ تقرير المصير قد تم احترامه في جل الحالات من خلال المفاوضات ونادرا من خلال الاستفتاء. وفي نفس السياققال السيد مارتن نيزيركي ، الناطق الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة ، أن عودة جميع الأطراف لمواصلة المفاوضات غير الرسمية بشأن النزاع حول الصحراء يعد "خطوة مهمة" بهدف الدخول مستقبلا في مفاوضات "مكثفة وجوهرية". وأوضح السيد مارتن نيزيركي ، في تصريح للقناة الثانية ( دوزيم ) بثته البارحة الأربعاء ضمن نشرتها الزوالية، أن انعقاد هذه المفاوضات يعد في حد ذاته "خطوة مهمة" ، غير أنها " لا زالت بعيدة عن بلوغ الأهداف المتوخاة ". وأشار إلى أن انعقاد هذه الجولة من المفاوضات غير الرسمية التي ستستمر على مدى يومين " أمر مشجع" بهدف التقدم في هذا المسار والدخول مستقبلا في "مفاوضات مكثفة وجوهرية". وأكد السيد نيزيركي على أنه من السابق لاوانه الحديث عن توقيت المفاوضات الرسمية أي الجولة الخامسة ، موضحا أن السيد كريستوفر روس "يعمل بشكل جدي مع جميع الأطراف ، وسنرى ماذا سيتحقق في ما بعد ". ومن جهة أخرى،أكد مساعد كاتب الدولة الأمريكي في الشؤون العمومية السيد فيليب ج. كراولي، مساء اليوم الثلاثاء، أن الولاياتالمتحدة تشيد بالإعلان عن انعقاد الجولة الثانية من المباحثات غير الرسمية حول الصحراء يومي 10 و11 فبراير الجاري. وقال كراولي في بيان توصلت به وكالة المغرب العربي للأنباء: "ندعو الأطراف إلى مواصلة المفاوضات تحت إشراف الأمين العام للأمم المتحدة". وخلص البيان إلى أن الولاياتالمتحدة تعرب مجددا للأمين العام للأمم المتحدة وكذا لمبعوثه الشخصي السفير كريستوفر روس عن "دعمها التام لجهودهما من أجل التوصل إلى حل مقبول من جميع الأطراف".