1913 أطاحت ببريطانيا التي لا تغيب عنها الشمس، هل تطيح 2013 بأمريكا التي تغيب إليها الشمس؟ ذ.عبد العالي الجابري ما بين سنتي 1913 و2013 الكثير من أوجه التشابه. اذكر على سبيل المثال، أن سنة 1913 عرفت نموا عالميا ملحوظا ناجما عن أزمة مالية عرفتها القوة الاقتصادية الأولى في ذلك الوقت ألا وهي بريطانيا العظمى. سنة 1913 عرفت كذلك، تقدما هائلا في مجال الطاقة والاتصالات : مجال الكهرباء وصناعة السيارات وميدان الملاحة الجوية، الاتصالات اللاسلكية وكذا صناعة الغواصات... ومع ذلك، عام 1913، لم يكن أحد يعرف لا اسم لينين، الذي سيتولى السلطة في روسيا بعد أربع سنوات. ولا موسوليني الذي سيحتل روما بعد سبع سنوات، ولا هتلر، الذي سيفشل في أول انقلابه بعد عشر سنوات. في تلك السنة، لا أحد كان يتصور أن هجوما إرهابيا (من بين العديد ) من شأنه أن يؤدي، ضمن ما سيعرف بلعبة التحالف، إلى الحرب العالمية الأولى التي ستعقبها أزمة مالية خانقة ستعرفها القوة الصاعدة آنذاك (الولاياتالمتحدةالأمريكية)، مما سيدفعها الى افتعال حرب عالمية ثانية للقضاء على النظامين البديلين الصاعدين الألمان والسوفيات، بعد نجاح كل من هتلر في السيطرة على ألمانيا و الثورة البلشفية على روسيا... لا أحد كان يتوقع أن الولاياتالمتحدة ستفضل التحالف مع العدو الايديولوجي ضد العدو الإقتصادي للقضاء عليه عام 1945، ثم تتفرغ للقضاء على الايديولوجية سنة 1988 اي 75 عاما من بعد. كيف هي وضعية عالمنا اليوم؟ اليوم، 2013، نفس التذمرات، قوى السيطرة تتراجع بسبب مشاكلها الاقتصادية الداخلية... نفس التعبيرات التحررية والتقدمية التي تحاول إرساء توازن عالمي، وجود نفس الحركات الهدامة والمشعة للاستقرار عند جيرانها، بوادر أزمة مالية عند القوى الصاعدة. نفس إغراءات الحماية بالعنف أو الحرب. نفس أساليب التهديدات الباردة المعلنة منها والسرية. مرت علينا فترة جد قصيرة بدون حرب بين بلدين في أي مكان في العالم (منذ توقف الحرب الايرانية العراقية في 8 غشت 1988). هل ذلك أمر مطمئن؟، أم أنها استراحة المحاربين، و أي مواجهة -على بساطتها- بين بلدين قد تشكل بوابة حرب عالمية جديدة؟ كما في عام 1913، ظلال العنف واضحة عام 2013: الحرب في مالي، الصراع في ليبيا (والذي تسبب ويتسبب في تصدير كميات كبيرة من الأسلحة التقليدية)، هناك أيضا الصراع بين إسرائيل وفلسطين، والحرب الأهلية في سوريا (والذي يهدد بتصدير أسلحة كيماوية مخيفة إلى حركات التحرر الفلسطينية)، والحرب في أفغانستان، يضاف إلى ذلك التوتر الحاصل بين إسرائيل وإيران، والتوتر بين الهند وباكستان، وبين الصين واليابان هذا التوتر الذي لا تخفي الولاياتالمتحدة استعدادها للتدخل فيه بالقوة إن لزم الأمر، وكذا ما تعرفه المكسيك والبرازيل من إنزال لعصابات المخدرات....الخ كل الظروف مهيأة إذا لحرب عالمية ثالثة... لا أحد يعرف فقط أين ومتى ستندلع؟ وما هو الحدث المولد كما أدى حادث سراييفو إلى حرب 14 غشت 1914. هل سنعتبر الدرس ونغير مجرى التاريخ؟ ام اننا كما وقع في القرن الماضي سنواجه الكارثة ليحصي ما تبقى منا سنة 2089، عدد الموتى الذي قد يصل الى 2 مليار عوض 200 مليون حسب إحصائيات سنة 1989؟.