اختتام أشغال الدورة ال10 العادية للجنة الفنية المعنية بالعدالة والشؤون القانونية واعتماد تقريرها من قبل وزراء العدل في الاتحاد الإفريقي        حداد وطني بفرنسا تضامنا مع ضحايا إعصار "شيدو"    "إسرائيليون" حضروا مؤتمر الأممية الاشتراكية في الرباط.. هل حلت بالمغرب عائلات أسرى الحرب أيضا؟    أنشيلوتي يشيد بأداء مبابي ضد إشبيلية:"أحيانًا أكون على حق وفترة تكيف مبابي مع ريال قد انتهت"    حكيم زياش يثير الجدل قبل الميركاتو.. الوجهة بين الخليج وأوروبا    توقيف شخص بالبيضاء بشبهة ارتكاب جريمة الإيذاء العمدي عن طريق الدهس بالسيارة    معهد "بروميثيوس" يدعو مندوبية التخطيط إلى تحديث البيانات المتعلقة بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة على على منصتها    كيوسك الإثنين | إسبانيا تثمن عاليا جهود الملك محمد السادس من أجل الاستقرار        إنقاذ مواطن فرنسي علق بحافة مقلع مهجور نواحي أكادير    ترامب يهدد بمحاولة استعادة قناة بنما    هيئة المعلومات المالية تحقق في شبهات تبييض أموال بعقارات شمال المغرب    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رحيل الفنان محمد الخلفي بعد حياة فنية حافلة بالعطاء والغبن    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كل زيارة ملكية والجهة الشرقية بألف خير
نشر في الوجدية يوم 06 - 03 - 2013


الوالي/ العامل:مغزى التعيين
منهجية تقوم على التواصل
وداعا لغة الخشب
القرب من المواطن
نتائج واعدة لمقدمات سليمة
المؤسسات المنتخبة
في الحاجة إلى مفهوم جديد للمنتخب
أعظم الأوقات هي التي تعيشها وجدة وهي تستقبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، أحلى الأيام هي التي يستقر فيها صاحب الجلالة بمدينة آلاف سنة، أجمل اللحظات هي اللحظات التي يزور فيها صاحب الجلالة عاصمة الجهة الشرقية، أخلد الأزمنة هو الزمن الذي يشرف فيه صاحب الجلالة المواطنين في هذه المنطقة... وجدة عاشت وتعيش زمنا ملكيا بامتياز، زمنا ودعت فيه الإقصاء والتهميش، زمنا قطعت فيه مع العطالة والركود، زمنا هو زمن المستقبل، زمن الإقلاع والتحدي، زمن الانطلاقة والبناء... زمنا أسس له صاحب الجلالة بتأسيس مشاريع وتدشين أخرى، مشاريع ذات أبعاد اقتصادية واجتماعية وثقافية... مشاريع تروم تنمية الجهة الشرقية في إطار تنمية وطنية كاملة ومتكاملة.
المواطنون في وجدة، بتلقائية وعفوية، بقناعة وإيمان، بحب وإخلاص، بفخر واعتزاز... يستقبلون ملكهم في كل زيارة ، يهتفون بحياته، بحياة الوطن.. فهو القائد والرمز، جوهر الوجود المغربي وأساس كينونته، وعلامة هويته.
إن الفرحة الكبرى، الزغاريد التي تنبعث من أعماق النساء، الابتسامات التي تشم وجوه المواطنين في كل مكان وفي كل اللحظات، الرقصات المتنوعة التي تبدعها حركات الفرق الفلكلورية المحلية، الأناشيد والأغاني التي يبدعها الأطفال بشاعرية عفوية وبراءة طفولية وصدق ملائكي...يفجرها الحدث السعيد / الزيارة/ الزيارات الملكية الميمونة... كل هذا وأكثر من هذا ينم عن مدى الحضور الخالد للحب الذي يسكن وجدان جميع الوجديين والوجديات تجاه ملكهم... وإذا كان المواطنون والمواطنات هنا وهناك، يعبرون قولا وسلوكا عن هذا الحب... فهناك لحظات وجودية تشكل مناسبات استثنائية، يتجلى من خلالها هذا الحب / الارتباط في تجليات صوفية، وهذا شأن ساكنة وجدة في كل زيارة ملكية.
إن ضرورة تنمية وجدة عاصمة الجهة الشرقية ليست من مهام الدولة فحسب، إن خطة التنمية عمل تشاركي يستدعي انخراط الجميع بوعي وجدية وقصدية، ويستدعي مساهمة كافة الأطراف من حكومة، وزارات، إدارات مركزية وجهوية ومحلية، جماعات منتخبة ومجتمع مدني... إن المهمة جسيمة ولهذا تقتضي إرادة الفاعلين التنمويين ليكونوا في مستوى تجسيد المبادرات الملكية على أرض الواقع.
إن صاحب الجلالة بزياراته المسترسلة لوجدة، كرم هذه المدينة واهلها ورفع عنها العزلة والتهميش وأرادها مدينة نامية متطورة، بذلك أرسل رسائل دالة لجهات عديدة، فهل استقبل الجميع هذه الرسائل واستوعب الدروس؟
الوالي/ العامل:مغزى التعيين
حينما تم تعيين محمد امهيدية و اليا على الجهة الشرقية عاملا على عمالة وجدة انجاد استبشر السكان خيرا ، نظرا للجمود و الحلقة المفرغة التي بدأت تدور فيها المنطقة . لنتذكر كيف دخلت وجدة قاعة الانتظار في عهد الوالي السابق عبد الفتاح الهمام الذي اعتكف في مكتبه، المنصب يفوق قدرات الرجل ، مما جعله يقتنع بأن وضعيته بوجدة وضعية مؤقتة. فانسحب و كأن هذه المنطقة لا تعنيه، وكون قناعة لدى المواطنين بأنه ينتظر الاعفاء.
في ظل هذه الاوضاع ، كان واضحا ان تعيين و اليا من العيار الثقيل يدخل في صميم التوجه الملكي، المتمثل في تدعيم سياسة اللاتمركز بشكل يجعل الاطر العليا للدولة في خدمة الجهة والجهوية والتنمية الجهوية، لقد أبان هذا التوجه الملكي عن رغبته في استفادة جهة عزيزة جدا على جلالته هي الجهة الشرقية من قدرات وامكانيات اطار كفء ونزيه قادر ليس فقط عن استيعاب الاستراتيجية التنموية الجديدة، ولكن ايضا متميز بالقدرة على تحويلها الى واقع ملموس ، تستفيد منه مختلف شرائح المجتمع، ويدفع الجهة نحو التنمية الشاملة ، التنمية البشرية .
ان محمد امهيدية من رجال الادارة القادرين على تحمل نتائج المهام التي تم تكليفه بها. ورغم المدة القصيرة التي قضاها على رأس ولاية الجهة الشرقية، فقد لمسنا في الرجل تفانيه في العمل بهده الجهة و بكل اخلاص و بانتظار الرضا المولوي عن اداء الواجب بمسؤولية تفرضها روح الوطنية وصدق المواطنة .
لما عين محمد امهيدية و اليا على الجهة الشرقية ، كان واعيا كل الوعي ان المسؤولية تقيلة، المهام جسيمة والآنتظارات كبيرة... كان عليه عن يملأ الفراغ، أن يعيد الإعتبار إلى مؤسسة الوالي، ان يخرج اطر و موظفي الولاية من العطالة ... و كان عليه ان يصحح المسار، انجاز المشاريع و الاوراش التي توقفت و تقويم اختلالات المشاريع التي انجزت و تصحيح ما تراكم من اخطاء و فوضى و عشوائية ... و هذا كله في مواجهة اكراهات المرحلة ، و هي اكراهات مالية أساسا ، لأن الاعتمادات الضخمة التي رصدت لتأهيل وجدة حضريا قد استنزفت قبل بلوغ الهدف، إذن فمحمد امهيدية لم يتحمل المسؤولية أيام الرخاء. وهنا تبرز مؤهلات الرجل، ويبرز الابداع .
مباشرة بعد تعيينه و اليا على الجهة الشرقة عاملا على عمالة وجدة أنجاد ، كتبنا عن المغزى العميق لهذا الاختيار، وذكرت بالمسار الذي عاشه محمد امهيدية حتى يطمئن سكان الجهة على جهتهم و على مستقبلها ، و كان جوهر مقالنا هو أنه لا يمكن لهذا الرجل إلا أن ينجح في مهامه، ذلك ان هذا التعيين الملكي تأسس على كفاءات الرجل .. ثقافة ادارية وقانونية، معرفة اكاديمية و تجربة غنية ، نجاح في جهة تازة الحسيمة تاونات ، تألق في مراكش، رجل الميدان وبامتياز.. ينصت جيدا لتوجيهات صاحب الجلالة و يعمل على تنفيذها و تجسيدها في الواقع.
خطاب برنة جديدة بمجرد تعيينه، عمل محمد امهيدية على عقد سلسلة من الاجتماعات مع مسؤولي الادارات العمومية و الجماعات المحلية و مختلف الفاعلين.. كان لنا شرف حضور بعض هذه الاجتماعات واستمعنا إلى خطاب ذي رنة جديدة . لقد كانت عروض و تدخلات السيد الوالي / العامل تقوم على الفكرة التالية: إن الارادة الملكية تريد تغييرا في الجهة الشرقية، فعلى الجميع تحمل مسؤولية انجاح ذلك. و في الميدان بدأت تتوضح الصورة : إن السيد الوالي / العامل عازم على تحقيق هذه الارادة الملكية و في أسرع وقت ممكن ، لذلك وعدنا بتغيير عميق قوامه وضع برنامج مخطط شامل ينسق كل التدخلات العمومية بشكل معقلن وواقعي، و العمل على تنفيذه على ارض الواقع في اطار حكامة ترتكز على تبسيط و تحسين العلاقة بين الادارة و المتعاملين معها، ورفع القيود و المساطر المعقدة و التسريع في اتخاذ القرار و فرض سمو القانون واحترام الحقوق و التزام الجدية و النزاهة الفكرية و المادية.
منهجية تقوم على التواصل
ان التواصل اسلوب ناجع من شأنه ان يمكن القائمين على تدبير الشأن العام من التعرف على ارادة و انشغالات و حاجيات المجتمع من جهة، و يمكن من ناحية أخرى المواطن من التعرف على المخططات التنموية و المشاريع المبرمجة للانخراط فيها والتجاوب معها و الاطلاع على الاكراهات التي قد تواجهها لسبب من الاسباب ، و بالتالي تفهمها واستيعابها . وايمانا منه بهده المنهجية التي تنطلق أساسا من التواصل فإن محمد امهيدية حريص على اشراك رجال و نساء الاعلام في مختلف اللقاءات و الانشطة .
وبانفتاحه على الصحافة يكون الوالي قد صحح وضعا طالما تذمر منه الفاعلون الإعلاميون زمن الوالي السابق .يمكن ان نتفهم الآن فالهمام لم يكن لديه ما يظهره للأعلام و للمواطنين، أما و قد تغيرت الأمور فامهيدية مؤمن بالتواصل مع كل شرائح المجتمع ، لتحسين و توطيد العلاقة بين الادارة و المواطن وزرع الثقة بتقريب المؤسسات من المواطنين، مقتنعا بأنه لا يكفي ان نضع التصورات و المخططات و الاستراتيجيات، وان ننجز المشاريع ، كيفها كان حجمها و كيفما كانت اهميتها و قيمة الاعتمادات المرصودة لها في غياب هذه الأسس. ان محمد امهيدية مقتنع ان نجاح أي مشروع لابد أن يتم في إطار من التشاور و التواصل مع كل الفعاليات و الفاعلين و مختلف شرائح المجتمع افرادا وجماعات بغية الانصات اليهم و اخبارهم واشراكهم في اتخاد القرار عند الاقتضاء.
وداعا لغة الخشب
يوم 24 غشت 2012 و في لقاء تواصلي حول النهوض بالعالم القروي وبحضور رؤساء المصالح المعنيين بالموضوع ورؤساء الجماعات القروية... سجل الحضور ، و على الخصوص ممثلو الاعلام، ان الأمر جدي مع هذا الوالي . ففي تدخلاته طلق لغة الخشب لأنها ليست هي لغة التواصل الإيجابي، و اسلوب لكسب ثقة المواطن .
ان محمد امهيدية مؤمن تماما ان لغة الخشب تتناقض والمفهوم الملكي للسلطة وتناقض الحداثة والواقعية في أرقى تجلياتها. إن خدمة المشروع الحداثي و الديموقراطي الذي يقوده جلالة الملك يفرض على الجميع نهج اسلوب اداري مبني على الشفافية و الوضوح في الخطاب وفي مختلف أوجه التعامل مع جميع شرائح و فعاليات المجتمع .
في هذا اللقاء كشف الوالي عن المستور، ابرز الاختلالات و شخص المشاكل التي يتخبط فيها المحيط القروي. و بصرامة يفرضها الواجب خاطب مسؤولي القطاعات المتدخلة في الشأن القروي بخطاب واضح وشفاف يتضمن انذارا لكل من يستهويه انجاز المشاريع على الاوراق. ان تأهيل العالم القروي كما أكد على ذلك الوالي ليس شعارا يرفع بل يجب ان يتحول الى واقع معيش ... وهذا يفرض على كل مسؤول ان يبتعد عن حجب الواقع المر بالمكياج الذي يزين عروض البعض في الاجتماعات التي تحتضنها قاعة الولاية .
لقد اشعر الوالي جميع المعنيين بأن زمن التمويه ولى ، زمن التنصل من المسؤولية و الاستخفاف بالواجب انقضى ... و على كل مسؤول النزول الى الميدان لمعرفة الواقع المر و المبادرة الى إيجاد الحلول . و على كل من قصر في مهامه السلام . و العبرة في المدير الجهوي للاستثمار.
القرب من المواطن
ان الحضور الميداني و الاطلاع في عين المكان على القضايا التي تستأثر باهتمام المواطنين يعطي لسياسة القرب معنى حقيقيا خصوصا القرب من الفئات المحرومة التي تعاني التهميش والحرمان والاقصاء الاجتماعي في العالم القروي الذي يشكو الخصاص في الماء الشروب و الكهرباء و من الاغلاق و الانغلاق بسبب غياب المسالك و الطرق .
ومن هذا المنطلق فإن المعاينة الميدانية والإنصات المباشر للمواطنين و الاطلاع على احوالهم وحاجياتهم وتطلعاتهم في عين المكان يشحن المسؤول بالقدرة على التفاعل و يمكنه من تركيز وتوجيه وتسريع و تيرة اتخاذ القرارات. و هذا الاسلوب في التعامل مع المواطن هو الذي اكد عليه جلالة الملك ايده الله غير ما مرة و يجسده حفظه الله من خلال وقوفه الميداني على الانشغالات و الحاجيات الملحة لرعاياه الاوفياء اثناء زياراته الكريمة المستمرة لمختلف جهات وربوع المملكة.
نتائج واعدة لمقدمات سليمة
مباشرة بعد تعيينه واليا على الجهة الشرفية تشرف محمد امهيدية بالتحضير للزيارة الملكية التي كانت زيارة عمل، بعدها انطلق القطار، و كانت البداية مراجعة ملفات المشاريع الملكية المعطلة ليتم تصحيح المسار و كسب الرهان برفع تحدي عوائق التأهيل الحضري... و بعزيمة قوية تدخل العقل المدبر لتحريك ما توقف و إنعاش ما تعطل... فتصالحت وجدة مع أوراشها و اطمأن المواطنون على مستقبل مدينتهم ... و هكذا انطلقت الاشغال في الشطر الأول من مشروع القطب الحضري بوجدة. يشكل هذا القطب اعادة تهيئة وسط المدينة وجدة على مستوى محطة القطار المدينة. ويسجل. المتتبعون حرص الوالي على انجاز هذا المشروع الكبير للقطب الحضري بشطريه. اصرار الوالي ، على اخراج المشاريع الكبرى من العطالة زرع الحياة في مشروع القطب التكنولوجي أيضا .
ولا سباب صحية و نفسية و اجتماعية بادر الوالي الي الاسراع في تجاوز كل الأسباب التي حالت دون انجاز المشروع الذي يروم اعادة توسيع و بناء مستشفى الرازي للأمراض العقلية، و بنفس الارادة يعمل الوالي من أجل استكمال الاشغال و تجهيز المركز الاستشفائي الجامعي . و اعتبارا لمالها من دور في ربط شمال و جنوب المدينة و التخفيف من الازدحام الذي يعرف وسط المدينة فإن الوالي يقف ميدانيا على انجاز الطريق الدائرية ميترو و مرجان .
و في اطار الاهمال و عدم تحمل المسؤولية عرف مشروع باب سيدي عبد الوهاب الكثير من اللغو، وادخل تغيير على المشروع طرح اكثر من سؤال ، و تم ارجاء هدم سوق الخضر و الفواكه... و اعتقد الجميع ان انجازه بات مستحيلا... وما ان امسك محمد امهيدية بالملف عانق السكان الأمل، فالمشروع المجهض سيتم الاسراع في اتمام بنائه... في هذا السياق نظم الوالي لقاء لتسليم مفاتيح الدفعة الأولى للمستفيدين مما ساهم في استرجاع الثقة و القطع مع التخوف و كان الموعد مع المرحلة الثانية التي يعاين فيها امهيدية الاشغال في الميدان .
ان ملف الاستثمار ملف حاسم و محدد لمستقبل الجهة الشرقية لا سيما وان الامر يتعلق بالانتقال الى اقتصاد انتاجي كثيف و مندمج في اقتصاد عصري اكثر تنافسية. واذا كانت الجهة الشرقية لما لها من المؤهلات الطبيعية والثقافية الفنية و المتنوعة، ما يؤهلها لتكون جهة جذب للاستثمار، فما كان ينقص هو الارادة والرؤية و التدبير، و ما كان ينقص هو مدير للمركز الجهوي للاستثمار، مدير كفئ و نزيه... لهذا كان ترحيل المدير السابق خطوة أولى في تدبير ملف الاستثمار بفعالية ناجعة و حكامة جيدة ...
ولقد لاحظنا أن الوالي بقدر ما يولي اهتماما كبيرا للأوراش والمشاريع ويسهر جادا على سيرها وانجازها مع مراعاة المهنية والجودة واحترام مقدس الزمن وحرص مسؤول على المال العام، فانه يشتغل على ورش آخر طالما تم إهماله، وهو الورش البشري، واعني به مسؤولي القطاعات العمومية ورؤساء الجماعات والمقاولين... لقد لاحظنا في الاجتماعات وفي الزيارات الميدانية كيف يتعامل الوالي مع هؤلاء بصرامة عندما يلاحظ استخفاف بعضهم بالمسؤولية المنوطة بهم. بل يمكن القول بان محمد امهيدية أسس لثقافة جديدة تقوم على الحكامة الجيدة، التواجد في الميدان، الإنصات للمواطنين، احترام الزمن والقطع مع التسيب والثرثرة وإعطاء الوعود...
تبين للجميع أن الأمور هذه المرة جدية وان انجاز المشاريع تحدي كبير والتغيير رهان يجب كسبه، والواقع اصدق أنباءا من التصريحات، وكل مسؤول اخل بواجباته إما عجزا أو عبثا فالوالي بالمرصاد، يملأ الفراغ، ويكشف عن المستور.
إن مدينة وجدة تعرف اليوم تطورا نوعيا وتحولا جذريا.. إنها مدينة تتحرك، تنتفض على التسيب وتقطع مع الوعود، تنخرط في ميدان الفعل وتدخل حقل الإنجاز... عموما أن وجدة في طريق إنجاز المشروع الملكي الطموح.
لقد تعاقب على مدينة وجدة، عمال وولاة، وكان كلما تم تنقيل احدهم أو إعفاء غيره... ينسج المواطنون روايات درامية لهؤلاء الذين كانوا على رأس السلطة بوجدة، إنه شكل من أشكال التعبير عن التذمر والاحتجاج على كل من تولى المسؤولية في هذه المدينة وعوض أن ينميها ساهم في تأزيمها، أضف إلى هذا الحكايات التي كانت تتداولها ألسن ساكنة وجدة والتي تحكي عن الثروة الخيالية التي جمعها هذا المسؤول أو ذاك نتيجة تربعه على السلطة بهذه المدينة.
والملاحظ اليوم هو وقوع تحول عميق على مستوى نظرة الوجديين إلى الوالي/ العامل، وهذا ما يترجمه لجوء الجميع إلى مقر الولاية لإيجاد حل لهذه المشاكل أو تلك بل هناك مشاكل وملفات مفروض أن تعالجها مؤسسات أخرى، إلا أنه يمكن القول بأن المواطنين والمواطنات يثقون في الرجل الذي حظي بثقة صاحب الجلالة فعينه واليا للجهة الشرقية عاملا لعمالة وجدة انجاد، أما ما تم انجازه في بضعة شهور فيعالج اختلالات الماضي، ويصحح ما تراكم من أخطاء، يعالج ويصحح اختلالات مادية وبشرية.
المؤسسات المنتخبة:
لقد ترسخت قناعة لدى ساكنة الجهة الشرقية أن المؤسسات المنتخبة لا تلعب أي دور تنموي، ولا تساهم في النهوض بالجهة وأقاليمها وجماعاتها ولا تعتبر انتظارات ساكنتها.. هذه القناعة وليدة سلوكات المنتخبين الدالة عن فقدانهم للوعي التنموي. من هنا كان رد فعل المواطنات والمواطنين من خلال العبارة التالية: ان وجود هذه المؤسسات كعدمها بل عدمها سيعفينا شرور الكثير من المنتخبين.
ويسجل الرأي العام بالجهة الشرقية إن المؤسسات المنتخبة لم تنخرط بشكل جاد وفاعل في المشروع التنموي الكبير الذي تشهده المنطقة بفضل المبادرة الملكية. وعدم انخراط هذه المؤسسات (مجلس الجهة، الجماعات الحضرية والقروية، مجالس العمالة والأقاليم...) راجع إلى أسباب ذاتية وحزبية، ذاتية لان اغلب منتخبينا يفتقد إلى الكفاءات الفكرية والعلمية التي تؤهلها لتدبير الشأن المحلي والجهوي، وحزبية لان أحزابنا لا تراهن على الكفاءات بل تراهن على المقاعد والمواقع، ولا يهم بأي ثمن؟ ! وإذا كان المنتخبون في المؤسسات المحلية والجهوية استنزفتهم المناورات والصراعات والمصالح الضيقة، فان المنتخبين البرلمانيين الممثلين للجهة وطنيا بعضهم انشغل بمصالحه والبعض الآخر استهوته التصريحات النارية ليكسب نجومية إعلامية !
في الحاجة إلى مفهوم جديد للمنتخب:
إن الرهان الأساسي الذي يواجهنا هو إعادة الاعتبار للمؤسسات المنتخبة محليا، إقليميا وجهويا، لكي تقوم هذه المؤسسات بدورها في تنمية مناطق الجهة وليتصالح المواطنون مع الشأن المحلي لما يلعبه من دور حاسم في التنمية المجتمعية والتربية على المواطنة، إن الرهان اليوم هو تنظيم مدن الجهة وتأهيلها وجعلها قبلة للاستثمارات المنتخبة كما أن الرهان اليوم يتجلى في تحسين جودة الحياة في المحيط الحضاري والارتقاء بالخدمات العمومية في الاتجاه الذي يقوي الإحساس بالمواطنة ويجعل السكان يشعرون بكل اطمئنان ان الجماعة في خدمة التنمية، في خدمة المصلحة العامة لا خدمة المصالح الشخصية لمنتخبين قرصنوا المقاعد فخربوا البلاد والعباد.
ان تدبير الشأن المحلي ليس محض عمليات إدارية صرفة وبريئة بقدر ما هو تكثيف لتصورات سياسية وترجمة لمنطلقات فكرية يتم تجربتها على أرض الواقع في شكل مواقف ومخططات، واعتبارا لكون البرنامج الانتخابي يمثل أساسا التعاقد بين الناخبين والمنتخبين واستحضارا للنتائج السيئة التي تترتب عن تغييبه واستبعاده من دوائر انشغالات المسيرين الجماعيين، يطرح على الأحزاب مستقبلا ضرورة إعادة الاعتبار للمنطلقات البرنامجية وجعلها معيارا أساسيا لتقويم الجماعات المحلية ومدخلا ضروريا لتعميق الوعي بأهمية المؤسسات والاقتناع بالضوابط الديمقراطية.
واعتبارا للموقع المركزي الذي يشكله إعداد المخطط الاستراتيجي في قلب إشكالية التدبير المحلي، وسعيا إلى ترقية أداء الجماعات المحلية وتفعيل دورها في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مطروح على القوى الديمقراطية إعداد البرامج التنموية واعتبارها موجها للعمل ومعيارا حقيقيا للحكم على مصداقية الأداء الجماعي.
من هنا فان الأحزاب مطالبة الان اكثر من أي وقت مضى بتحمل مسؤوليتها في انتاج البرامج الانتخابية القابلة للتحقق واختيار مرشحيها اعتمادا على مبدأ الكفاءة والفعالية، مرشحين متشبعين بالروح الديموقراطية ومتخلصين من تأثيرات النزعة الشعبوية، مرشحين يصارحون الناخبين ويقيمون علاقات واضحة بين مختف مكونات المؤسسة الجماعية ومحيطها الخارجي، كما انه مطروح على الأحزاب تتبع أداء ممثليها داخل الجماعات المحلية وتعميق التواصل مع الناخبين ولكن قبل هذا وذاك مطروح عليها أن تفكر وان تجتهد وتبدع الأساليب والخطط التي من شانها ان تجعلها تسير الجماعات المحلية في الجهة الشرقية.
إن انجاز التنمية يقتضي انخراط الجميع ومساهمة كافة الأطراف، من إدارات مركزية، وجهوية ومحلية وجماعات مختلفة، وهيئات مهنية، ومقاولات ومؤسسات جامعية ومجتمع مدني.. زمن التسيب والنهب قد ولى، زمن الخطب والشعارات الرنانة قد انتهى... انه زمن جديد وعهد جديد يعترف بالدراسة العلمية الموضوعية والعمل الميداني بعيدا عن التقارير المغلوطة التي تتباهى بمشاريع مغلوطة... لقد قطعنا مع لغة الماكياج والتزيين التي تخفي واقعا بئيسا، وسقط القناع بل الأقنعة وانكشف الواقع الخفي تحت ضغط المشاكل المتراكمة عبر السنين... إن المفهوم الجديد للسلطة افرز شخصيات استوعبت المرحلة فطلقت لغة الخشب لابسة لغة الواقع، مرة بمشاكلها ولكنها جميلة بصراحتها وحقيقتها.. ولكي ينطلق قطار التنمية وتتحرك جميع عجلاته نحن في حاجة لمفهوم جديد للمنتخب، فلم يعد مسموحا أن يخلف المغاربة موعدهم مع التاريخ حيث يتطلع الجميع إلى إفراز مؤسسات منتخبة جديرة باحترام المواطنين ومتجاوبة مع تطلعات العهد الجديد..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.