محمد نحمد ( 22سنة) لم يكن يعتقد أن محاولته صنع طائرة مروحية خفيفة بمعدات بسيطة ستعرضه لتحقيق معمق طيلة ،أول أمس، من لدن جميع الأجهزة الأمنية ببرشيد. كانت علامات الاضطراب والخوف بادية على وجهه وهو يرد على أسئلة المحققين من عناصر الدرك الملكي والشرطة والسلطة المحلية، في الوقت الذي كانت فيه عناصر أخرى تتسابق لأخذ صور للطائرة ولمحيط المسكن القروي الذي يقطنه بدوار الخضاضرة بجماعة الحساسنة . حضور رئيس المنطقة الأمنية ببرشيد والقائد الجهوي للدرك الملكي بسطات وقائد سرية الدرك ببرشيد ولجنة من عمالة برشيد وعشرات المسؤولين المدنيين والعسكريين، كان من شأنه أن يلفت انتباه سكان الدواوير المجاورة الذين احتشدوا حول مسكن محمد لمتابعة تفاصيل هذه الزيارة المخزنية التي لم يعتادوا مثلها بالمنطقة من قبل. لاحت ملامح العياء على محمد الذي ما كان لينهي تصريحاته لمسؤول حتى ينفرد به آخر مده بمعلومات دقيقة حول سنه ومهنته والهدف من صنعه لهذه الطائرة .. في كل مرة وبعد كل استفسار كان يرد بأنه من مواليد 1990 بدوار الخضاضرة، وأن المدرسة قد لفظته عند مستوى الأولى باكالوريا شعبة العلوم التجريبية قبل أن يتفتق ذهنه لصناعة طائرة بكل ما أوتي من تقنيات استقاها من »الأنترنيت« تخص كيفية صنع طائرة. وأفاد محمد أنه كان قد شرع في صنع طائرة يبلغ طولها أزيد من ستة أمتار، قبل أن يعدل عن الفكرة بسبب انعدام الإمكانيات المادية لاقتناء المعدات لتتحول الفكرة إلى صنع طائرة أصغر حجما تطلبت استعمال محركين يزن كل واحد منهما 12 كلغ، مزودين بستة أحصنة ويشتغلان بالوقود العادي، بالإضافة إلى عجلتين خلفيتين تستعمل في الدراجات النارية وعجلتين أماميتين صغيرتين، وأضاف محمد أن سرعة الطائرة قد تصل إلى 200 كلم في الساعة، وقد يرتفع علوها إلى حوالي 300 متر ، ويبلغ طولها 3 أمتار و60 سنتمترا، فيما تبلغ المقطورة المعدة لشخص واحد 64 سنتمترا ويبلغ وزنها حوالي 140 كلغ، الطائرة التي استغرق في صنعها محمد 3 أشهر تحتاج إلى 6 لترات من الوقود العادي تمكن محركيها من الدوران لمسافة 20 كلم. قبل الاستنفار الأمني كان محمد قد وضع طلبا لدى مصالح عمالة برشيد من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة والعمل على الاتصال بالمصالح المختصة في مجال الطيران للوقوف على مدى صحة إدعائه، كما أبدى استعداده لتجريبها أمام من يهمهم الأمر .