يتوقع منظموا الدورة السادسة لمهرجان الراي الدولي بوجدة الذي تتواصل فعالياته إلى غاية 15 يوليوز الجاري أن تشهد السهرات الكبرى التي ينشطها عمالقة فن الراي على المستوى الدولي متابعة جماهيرية عريضة تفوق 150 ألف متفرج في كل سهرة. وقال الدكتور محمد عمارة رئيس جمعية وجدة فنون٬ التي تنظم المهرجان٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ إنه يتوقع أن يتابع السهرات التي ينشطها الفكاهي عبد القادر سكتور والشاب خالد والشاب مامي والشابة الزهوانية والشاب فوضيل وغيرهم من كبار فناني الراي ما يفوق 150 ألف متفرج٬ وذلك أيام 10 و12 و13 و14 يوليوز الجاري. وتابع أولى أمسيات المهرجان٬ التي نظمت بحي لازاري٬ أحد أكبر الأحياء السكنية على المستوى الوطني٬ وشارك فيها مطربوا راي محليين٬ حوالي 7 آلاف متفرج. وفي سياق متصل٬ قال عمارة إن ميزانية هذه الدورة تتراوح بين 6 ملايين و7 ملايين درهم٬ ما يصنفها ضمن ميزانيات المهرجانات “الأضعف" على المستوى الوطني٬ مضيفا أن المهرجان يحتل المركز الثاني من حيث الاستقطاب الجماهيري٬ على الصعيد الوطني٬ بعد مهرجان موازين ذائع الصيت٬ بحسب إفادات المنظمين. ويؤكد مهنيون أن إنتاج ألبومات الراي عرف قفزة نوعية في السنوات الأخيرة بفضل الإقبال الذي بات يعرفه هذا الفن في المغرب وخارجه٬ وذلك بالرغم من اكراهات التسويق وما يرتبط بها من مشاكل يطرحها تنامي ظاهرة القراصنة. وتعالج أغاني الراي قضايا ترتبط بحياة الإنسان وهمومه وعواطفه٬ بلهجة محلية يعتبرها كثيرون “لغة خشنة" يتم تطويعها في قوالب موسيقية تتراوح بين اللحن الرومانسي الحالم واللحن الصاخب. وعرف مطلع الألفية الجديدة٬ بحسب مهتمين٬ عودة قوية إلى المنابع الأصلية لفن الراي حيث لم تنجح التوليفات الفنية التي عمد إليها “مجددون" في هذا الفن حين مزجوا بين الراي وأشكال موسيقية أخرى٬ وهو ما دفع إلى الواجهة وليدا جديدا عرف ب"الراي العروبي". وتكافح هذه الموجة الجديدة٬ التي تؤشر من خلال تسميتها على الأصول البدوية لهذا الفن٬ لتجد موطئ قدم تحت الشمس في سوق فني يعج بالألبومات الشبابية الآتية من كل حدب وصوب. وينتشر الراي٬ على وجه الخصوص٬ في شرق المغرب٬ منبت هذا الفن٬ وفي غرب الجزائر٬ وذلك بحكم عوامل التقارب الكبير بين ساكنة المنطقتين على مستويات ثقافية عدة٬ ولا سيما من حيث الألوان الموسيقية واللهجة المتداولة والازياء والعادات والتقاليد. يذكر أن وفود الصحافيين بدأت٬ أمس السبت٬ تحل بمدينة وجدة لتغطية هذه التظاهرة الفنية التي يتوقع أن يواكبها أزيد من 70 صحفيا يمثلون وسائل إعلام من المغرب وخارجه.