حقق فريق الاتحاد الإسلامي الوجدي لكرة القدم أهم إنجاز خلال هذا الموسم الذي نحن بصدد توديعه، بعد فوزه على رجاء الحسيمة بأربعة أهداف مقابل هدف واحد، وصبت النسبة الخاصة في كفة الوجديين على حساب اتحاد اتواركة الذي فاز بدوره على فريق شباب العرائش لكن لم يمر. فوز ثمين مكن الاتحاد من تبوأه الصدارة بجدارة واستحقاق في سبورة ترتيب بطولة القسم الوطني الأول هواة- مجموعة الشمال-، بينما فاز عن مجموعة الجنوب أولمبيك مراكش. إنجاز تاريخي للاتحاد الإسلامي الوجدي يعيد للذاكرة الموسم الرياضي 1991/1992 حينما كان يزاول بالقسم الوطني الأول الاحترافي، حينها واجه الفريق أعتد الفرق الوطنية كالرجاء والوداد وغيرهما. لكن لم يعمر طويلا بهذا القسم "موسم واحد فقط" وعاد أدراجه إلى القسم الموالي. صعود الاتحاد الإسلامي الوجدي خلال هذا الموسم يعود بالأساس إلى عدة عوامل من بينها: استقرار إدارته التقنية والإدارية، وطموح اللاعبين وإصرارهم على الصعود خصوصا اللاعب الهداف فخر الدين الغرباوي الملقب بحنفي، هذا بالإضافة للجمهور الذي فاق التوقعات والتكهنات، خاصة في المباريات التي خاضها الفريق الوجدي في رحلة الإياب والتي كانت حارقة واستراتيجية بامتياز، وذلك بشهادة اللاعبين والمتتبعين الرياضيين بالمدينة وخارجها. جمهور غفير غصت به جنبات الملاعب البلدي في كل مباراة خاضها الفريق داخل ميدانه، وقد فاقت نسبته العالية الجمهور الذي تابع الفريق الثاني بالمدينة المولودية الوجدية. وبالعودة للإدارة التقنية التي أشرف عليها هذا الموسم اللاعب السابق للمولودية والاتحاد الإسلامي والمنتخب الوطني احميدة بلحيوان، بمعية المدرب محمد التيجيني، في وقت سابق "بداية الموسم"، بمساعدة كل من علي الصادق، ونصر الدين زياد مدربا للحراس وعبد المالك الحاج طبيبا للفريق، طاقم تقني وفر كل الظروف التقنية والفنية والبدنية للاعبين، بالإضافة لخطط المباريات التي كانت بمثابة سدود متتالية خاضها الفريق بحماسة خاصة خارج مدينة وجدة. في مقابل ذلك، وفر المكتب المسير لنادي الاتحاد الإسلامي الوجدي كل الظروف، من النقل والإيواء إلى الطعام في المستوى المطلوب، وكذا الرواتب ومنح المباريات، وهذا يعود بالأساس لتفهم رجالا كانوا دائما وراء الفريق، على راسهم قاسم المير ومن معه الذي وفر كل الإمكانيات المادية واللوجستيكية لفريق عريق آمن بالصعود، ومن بين الإكراهات التي واجهها الفريق هذا الموسم عامل التحكيم، الذي لقي انتقادات كثيرة، بالإضافة لبعض الأعطاب التي عانها بعض اللاعبين مع أرضية الملعب الصلبة والترابية، خاصة بالملعب البلدي بوجدة (الحفرة)، وكذا التنقلات الماراطونية من وإلى المدن التي كانت تستقبل الفريق الوجدي من خلال مسافات طويلة وماراطونية مرهقة . إجمالا قطع الفريق الاتحاد الإسلامي الوجدي شوطا مهما خلال هذا الموسم، وتنتظره مباريات قوية خلال الموسم الرياضي القادم، مع العلم أن "المدينة الألفية" وجدة ستكون ممثلة بفريقين في هذا القسم –المولودية الوجدية والاتحاد الإسلامي-، هذا الأخير صاحب القاعدة الجماهيرية بالمدينة، والذي لا يقبل التراجع أو التهاون في مباريات البطولة القادمة، وعليه أن يحقق الصعود كما هو الشأن بالنسبة للنهضة البركانية الذي حقق نجاحا تاريخيا في مساره الكروي في ظرف موسمين متتاليين فقط. وذلك بعدما جند كل إمكانياته المادية والإدارية والتقنية واللوجستيكية.