شكل إلى جانب زميله المرحوم يحي الكوراري ثنائيا فريدا بإذاعة وجدة الجهوية. ربورتاج: ذ.ميلود بوعمامة على حين غرة، ودعنا إلى دار البقاء الإعلامي الوجدي قاسم اجدايني، الإذاعي السابق بمحطة وجدة الجهوية، وذلك في الأسبوع الأول من شهر يناير الحالي بعد مرض ألزمه الفراش مدة طويلة، وقد ووري جثمان الفقيد بمقبرة سيد المختار بوجدة بعد تأدية صلاة الجنازة عليه بمسجد البركاني، وقد رافق الراحل إلى مثواه الأخير نخبة من الإعلاميين والصحفيين بالإضافة لأهله وذويه وبعض أصدقائه المقربين. حول التجربة الإعلامية للراحل، نقدم في هذه الورقة بعضا مما قدمه للإعلام المغربي من تضحيات جسام، وكان له الفضل في إيصال أحداث رياضية على وجه التحديد عبر تعاليق أثيرية من جهاز الراديو لمستعمين كثر كانوا يتابعون مساره الإعلامي بشغف كبير. البداية كانت بالسوق المغطى: اشتغل الراحل قاسم اجدايني في البدايات الأولى من مساره الإذاعي بعد تأسيس اللبنة الإعلامية المسموعة بمدينة وجدة، وكان ذلك سنة 1962 حينما دخل باب الإذاعة القديم بالسوق المغطى Marché couvert لينجز موادا إذاعية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالمستمعين، خاصة أن الإذاعة آنذاك كانت تسحر الألباب في غياب وسائل إعلامية أخرى متاحة، وشكل حينها برفقة زميله في العمل المرحوم يحي الكوراري ثنائيا متفردا. قاسم اجدايني إعلامي من الرعيل الأول : يعتبر الراحل من الرعيل الأول في مجال تخصصه الإعلامي، حينها كانت الإذاعة لا تتسع لخمس أو ست أشخاص فقط، كان الأستوديو يضم المخرج والإذاعي ثم الضيف، كان رحمه الله من الإذاعيين المغاربة الذين تسمع صوتهم وتحيلك بديهيا نبراته على الإسم مباشرة، فكان صوته رخيما ورنانا في نفس الوقت، عشق الإذاعة وأبدع في المواضيع والتيمات التي كان يطرحها في برامجه، كانت برامج وفقرات عفوية لكنها تستهدف شريحة مهمة من المستمعين والمتتبعين آنذاك. قاسم اجدايني المناضل في حزب الميزان : كثيرة هي الأسماء الوازنة بمدينة وجدة وخاصة في الميدان السياسي (النخب) لم تعرف أبدا أن قاسم اجدايني كان ينتمي عضويا لحزب الاستقلال، وذلك لانتمائه لهذا الحزب العتيق منذ الشرارات الأولى للشعب المغربي وثورته ضد الاستعمار الفرنسي على المغرب، بحيث كان يرافق آلاف المواطنين وهو في ريعان شبابه ينخرط في المظاهرات التي كانت تنظم بمدينة وجدة ضد تصرفات المستعمر الفرنسي إزاء الملك محمد الخامس طيب الله ثراه واتجاه شعبه الوفي الذي ناضل وجاهد لأجل مغرب حر ومستقل. قاسم اجدايني المعلق الرياضي: عديدة هي المناسبات الرياضية التي كان الراحل قاسم اجدايني يعلق عليها في مشواره الرياضي والإعلامي، بحيث ارتبط اسمه كمعلق رياضي التحق بالإذاعة الوطنية لتغطية ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي احتضنها المغرب سنة 1983 وذلك ضمن الطاقم الإعلامي الذي واكب الحدث، إذ كانت رياضات كرة السلة والملاكمة وحمل الأثقال، من نصيب تغطيته الصوتية، كما انتدبته قبل ذلك، الإذاعة الوطنية بالرباط لتغطية نفس الألعاب في دورتها السابعة سنة 1975 بالجزائر، كما يشهد الملعب البلدي بوجدة (الحفرة)، صوتا مجلجلا ضمن منصة التعليق الرياضي الزجاجية، التي اندثرت مع الأسف حاليا من الملعب. قاسم اجدايني وتكريم الجزيرة الرياضية له: في يوم من أيام شهر رمضان الأبرك من سنة 2010، يحصل الراحل على تكريم من طرف قناة الجزيرة الرياضية ، وذلك من خلال برنامجها التلفزيوني "مساء الرياضة"، الذي خصص حفلا يليق بهذا الرجل الذي أعطى في السر ولم يأخذ في العلن، وقال الزميل لخضر النوالي حينها في حق الرجل أنه تشبع بالمجال الإعلامي وهو تلميذ صغير من صوت الراحل "عمي قاسم"، الذي اشتغل بإذاعة وجدة الجهوية منذ سنة 1962 إلى سنة 2000، كما اشتغل كذلك بالإذاعة الوطنية إلى جانب زمرة من الإعلاميين المعروفين عند المستمعين. قاسم اجدايني والعمل الاجتماعي : منذ أحيل الراحل على التقاعد، أسس قاسم اجدايني جمعية متقاعدي الجهة الشرقية التي كان مقرها بجوار مدرسة مولاي الحسن التي تهدمت وأصبحت سوقا وسط المدينة، نظم رحمه الله من خلال هذه الجمعية العديد من الأنشطة الاجتماعية والثقافية التي كانت تصب وتخدم الموظفين المتقاعدين، وكان نشاطها مهما يجمع بين الاجتماعي والتضامني والإنساني، لكن بعد مرض الراحل عرفت الجمعية بعض التوقف في مسارها وإشعاعها بالمدينة. قاسم اجدايني كما عرفته: عرفت الإعلامي قاسم اجدايني بداية سنة 1997 وذلك بمحطة وجدة الجهوية حيث كنت أشرف على إعداد وتقديم برنامج سينمائي لفائدة الإذاعة تحت عنوان : "الفن السابع" ، وكان رحمه الله يشجعني دائما إذا دخل على غفلة من أمره إلى الأستوديو الذي كنت أسجل فيه حلقات البرنامج على شريط (الباندا) ، وكان يحبذ في حماسة الشباب وعنفوان الإقبال على الميكروفون، فكان إلى جانب الراحل محمد بنعمارة الشاعر المغربي الأصيل يمدونني بالنصائح والإرشادات، فكان كل واحد منهما يعرف جيدا كيف يقبل على الحياة من منظور فلسفي لكن في واقع محسوس لدى الآخر يعني المستمعين. كما اشتغل معه زمرة من المخرجين والمعدين للبرامج والفقرات من بينهم : عبد الحميد الميموني (مخرج)، ومحمد بساوي (منتجا) ، ونزهة بنصالح (قسم الإنتاج) ، ومحمد سيد القرشي (مديرا وصحفيا)، و الماجدولي وعمر بلشهب (مديران)، وعبد العزيز ريباك (مديرا) ومصطفى السليماني (منتجا) وغيرهم.