بين من يدعو للثورة .. ومن يدعو للمواطنة ، بين من يجعل من لطيفة أحرار في مهرجان مراكش لب الحدث ، ومن يجعل من التلاعب بخريطة المغرب في الألعاب العربية بقطر أكبر قضية ، بين من يلهو ومن يسخر..من يضحك ومن يبحث عن وقت فراغ ، أو عن صورة عارية ليسرق نظرة يفجر فيها مكبوتات مخفية ، بين كل هذا وداك نضيع نحن وتضيع القضية. لعلها فوضى فيسبوكية في دنيا العبث ، التمويه واللعب أو التلاعب بنا، لننسى جوعنا ، قد نتناسى لحظة من أحرق أو إحترق بقارورة بنزين على قارعة طريق ، أمام باب إدارة عمومية أو تحث أنظار رجل أمن لا مبالي، ننسى المشردين في دروب مدينتنا ، ننسى أطفال الشوارع والبرد القارس،ننسى الباعة المتجولين المطاردين ببوابات مدننا العتيقة،ننسى سارقي المال العام المفرج عنهم بكفالة،ننسى براءة طفولتنا المحرومة وحقوق شيخوختنا المهضومة، ننسى فاتورة الكهرباء التي أثقلت كاهلنا ، ننسى أننا نحيا مع وقف العيش الكريم، ننسى حقنا في السكن، نمرض وننسى زيارة الطبيب أو نتناسى لأننا لا نملك ثمن فاتورة طبية، نقلع أضراسنا بخيط أو نضع عليها قليلا من القرنفل أو صباغة الأظافر كي لا تألمنا وننسى ، نهرب ثارة لإحدى المحطات التلفزيونية كي ننسى، نسمع عن المنجزات الكبرى عن المراكز والمستشفيات ، عن العلاج المجاني ، عن السكن الاقتصادي ، نتفرج عن لقطات إشهار ومساكن ( غير) بخمسة وعشرون مليون فقط، نتحسس جيوبنا لعلنا نجد بعض القطع النقدية الصفراء المتبقية بعد دفع كل ما ملكناه مقابل وجبة عشاء فاخر من طماطم مفرومة وبيض ، نتفرج عن مهرجان مراكش والسينما والدعم والمسرح والمشاكل والحلول ، تمتزج وجوه عباقرتنا المرضي عنهم ونجوم هوليود والهند في ذاكرتنا ، وننسى أننا مبدعون مبعدون نلتمس حق اللجوء ،غرباء في وطننا نحيى ونلام إن بحنا بسر غربتنا، نرى أخطر المجرمين وجديد السياسيين، نلف بطانية ممزقة على جسدنا العاري ، نرتجف من البرد ، نشرب عصير نصف ليمونة مع سكر وقليل من الماء الدافئ، نوهم أنفسنا بأننا تجرعنا الدواء الناجع، يعتصرنا ألم القلب والسعال، تدمع أعيننا من البرد والإحساس بألم الهامش، نخفي حزننا ونبتسم لنحيى فوضى في عوالم التمويه المتعددة ، نبتسم لأننا في مغرب الحلم المنسي والفوضى الفيسبوكية.