معارك الاستوزار تعرقل مشاورات تشكيل الحكومة الفاسي ينصح اشترطت قيادة حزب الاستقلال منحها رئاسة البرلمان المقبل، مقابل مشاركتها في الحكومة التي يقودها العدالة والتنمية. وعلم من مصادر مطلعة، أن الاستقلاليين، الذين كانوا أول وجهة لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، ضغطوا في اتجاه تمكينهم من رئاسة الغرفة الأولى، بدعوى أنهم الأولى بها، بالنظر إلى نتائج الانتخابات التشريعية التي وضعتهم في الرتبة الثانية، كما طلبوا الرئاسة بدعوى أن حزب الاستقلال هو الوحيد، من بين الأحزاب السياسية المتحدرة من الحركة الوطنية، الذي لم يرأس مجلس النواب منذ أول انتخابات تشريعية في البلاد. وأفادت المصادر نفسها أن قيادة العدالة والتنمية، التي يقود أمينها العام مشاورات تشكيل الحكومة، لا تعارض فكرة رئاسة شخصية من حزب الاستقلال مجلس النواب المقبل، مشيرة إلى أن بنكيران أجل حسم الأمر، إلى حين الاطلاع على شروط باقي الأحزاب التي سيفاوضها لتشكيل الحكومة، ومنها أساسا رد الاتحاد الاشتراكي بشأن دعوته إلى المشاركة في الحكومة المقبلة، مضيفة أن حزب الاستقلال يرغب، إلى جانب رئاسة الغرفة الأولى من البرلمان، في الحفاظ على بعض القطاعات الوزارية التي سيرها خلال الولاية المنتهية، وهي قطاعات وزارية ورثها وزراء الاستقلال من مشاركتهم في حكومة إدريس جطو ثم بعده عباس الفاسي. ووفق المصادر نفسها، فإن عباس الفاسي اقترح على رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، توسيع الهندسة الحكومية، حتى يسهل عليه التفاوض بناء على توافقات ممكنة، مضيفة أن تصريحات الفاسي، كانت تشير إلى تصريحات لقياديين في العدالة والتنمية، كشفوا خلالها أن الحكومة قد تكون مقلصة. وقالت المصادر نفسها، إن الفاسي حصل على تفويض من اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، بشأن قيادة مفاوضاته لمشاركة الحزب في الحكومة، مضيفة أن الأخير سيباشر اتصالاته مع بنكيران، خلال جولة ثانية، بعد أن تتضح صورة أطراف التحالف بالنسبة إلى رئيس الحكومة. بالمقابل، ظهرت طموحات الأحزاب بشأن القطاعات الوزارية التي يفاوضون من أجلها، إذ تقرر أن يتولى العدالة والتنمية، قطاعات وزارية من قبيل الصحة والمالية والعلاقات مع البرلمان والشؤون العامة والاقتصادية للحكومة والعدل وقطاعات وزارية اجتماعية، في حين يطالب حزب الاستقلال بخمس حقائب وزارية، تشمل بعض الوزارات التي كان يشغلها استقلاليون في الحكومة الماضية، منها وزارة النقل والتجهيز، وتواجه عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، مصاعب في مشاوراته بشأن بناء تحالفات تشكيل الحكومة، إذ باستثناء حزب الاستقلال الذي أعلن استعداده للمشاركة، فإن التقدم والاشتراكية ربط مشاركته ببوابة الكتلة، لم يحسم موقفه بعد بشأن المشاركة في الأغلبية، وأن قيادات داخل العدالة والتنمية تقول إنها كانت تتوقع ذلك من باب المزايدات كلما تعلق الأمر بتشكيل الحكومة.