من مدير الأكاديمية إلى السيدات والسادة المدرسات والمدرسين بالجهة الشرقية بمناسبة تخليد اليوم العالمي للمدرس لسنة 2011 تحت شعار "المدرسة والمدرس أساس بناء مدرسة النجاح" بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين السيدات والسادة نساء ورجال التربية والتكوين بالجهة الشرقية، تحتفل أسرة التربية والتكوين بالمغرب عموما،وبالجهة الشرقية على وجه أخص،على غرار مثيلاتها في العالم بأسره باليوم العالمي للمدرس. احتفال يؤسس في الوقت ذاته لبعدين هامين: 1)بعد تاريخي: يتم من خلاله استحضار مجموعة من المحطات المهنية الهامة في تاريخ الممارسة التعليمية من باب التأريخ الهادف والمسؤول، الذي بقدر ما يستحضر المنجزات، يقف عند الآفاق المستقبلية لهذه المهنة التي تُجمع كل أدبيات الفكر البشري على أنها أشرف المهن لكونها تبني الأنفس والعقول؛ 2)بعد احتفالي: تتحقق من خلاله قيم الألفة والمحبة التي تبدأ نواتهما على مستوى المؤسسات بين مجموعة من المدرسين والإداريين، ولكنها تتحول إلى دائرة تتسع لتجمع رجال التربية والتكوين بشكل أشمل. السيدات والسادة نساء ورجال التربية والتكوين بالجهة الشرقية، إن احتفالنا بهذا اليوم في الجهة الشرقية يكتسي خصوصيات هامة وتاريخية. فغير خاف أننا كنا هذا الموسم محط عناية ملكية سامية، حيث تفضل صاحب الجلالة نصره الله بإعطاء انطلاقة الموسم الدراسي لسنة 2011/2012 من هذه الجهة العامرة، وهي عناية تشير إلى حجم ما أنجزتموه في فصولكم الدراسية من اجتهاد مع تلامذتكم الذين أكدوا سلامة وفعالية نظامنا التعليمي القادر على العطاء المتميز تحت القيادة السامية لراعي التربية والتكوين جلالة الملك محمد السادس نصره الله. ومن ناحية أخرى أكدتم بموازاة مع انشغالاتكم الصفية اليومية قدرتكم على النبوغ في مجالات الإبداع والابتكار العلمي والمعرفي في مجالات متعددة من ميادين الحياة المدرسية، إذ فزتم بجوائز وطنية ودولية في مجال مختلفة. وأكدتم بذلك أن المدرسة والمدرس بالجهة فعلا أساسٌ لبناء مدرسة النجاح. ومن ناحية ثالثة يأتي احتفالنا ونحن نعيش لحظة هامة في تاريخ المخطط الاستعجالي الذي انتظم عملية التربية والتكوين بالمملكة، مخطط أريد له أن يرقى بمنظومتنا التربوية، وكان له أن حقق في فترة وجيزة مجموعة من المنجزات الهامة، إذ مكننا من رفع مؤشرات الجودة، كما قلل بشكل ملحوظ نسب الهدر المدرسي، وساهم في الرفع بشكل بارز من نسب النجاح. ومقابل كل هذا حوّل مدارسنا إلى مجموعة من الأوراش البيداغوجية والديداكتيكية، سواء فيما يتعلق بالبحث والتجديد التربوي، أو فيما يتعلق بالانفتاح على تجارب أخرى كونية. كما كان هذا المخطط فرصة لتوسيع دائرة البنايات المدرسية، وترميم أخرى.فشكل بذلك خطوة هامة في الترقي بمنظومتنا لتواصل مسيرتها الإصلاحية، وتحقق فرص التقدم المتواصل. السيدات والسادة نساء ورجال التربية والتكوين بالجهة الشرقية، لقد جعل صاحب الجلالة نصره الله من المسألة التعليمية ثاني الأولويات بعد قضيتنا الترابية، وهذا يستلزم منا الكثير من الوعي واليقظة، فأنتم تعلمون أننا نتواجد في خندق لا يقل أهمية عن الدفاع عن مكتسباتنا الأخرى، بل يعد أخطر وأدق. فمستقبل المغرب يتأسس من داخل فصولنا ومدارسنا،. إننا نبني أجيال مغرب وضاح، مغرب أصبح يدرك اليوم أكثر من أي وقت مضى أن رأس ماله يكمن في خيرة أبنائه، وأن الثروات البشرية أغنى من كل الثروات. لقد راهن المغرب من خلال المبادرة الملكية الخاصة بالتنمية البشرية على وضع المغرب في مصاف الدول المتقدمة بنسائها ورجالها. ونحن من سيساهم بالقسط الأوفر في تحقيق هذا الرهان. السيدات والسادة نساء ورجال التربية والتكوين بالجهة الشرقية، لقد عبرت في أكثر من مناسبة عن اعتزازي بكم في هذه الجهة، وعبرت عن سعادتي بما يتحقق في مؤسساتكم، وعبّرت أكثر عن حجم إدراككم لحساسية اللحظة التاريخية التي نعيشها. لقد عرفت المملكة مؤخرا مجموعة من التحولات التاريخية الهامة في حياتها، والأمل معقود عليكم في ترسيخ كل المكتسبات الدستورية الجديدة، من خلال زرع روح المواطنة في نفوس الناشئة. أيتها الفضليات، وأيها الأفاضل نساء ورجال التربية والتكوين بالجهة الشرقية، قد لا يسعني المجال أكثر لابراز المنجزات، ولكنني أغتنم الفرصة لأقدم لكم أصدق عبارات الشكر، وأعظم آيات العرفان لما تقومون به خدمة لهذا الوطن الحبيب والله الموفق، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. وجدة في 05 أكتوبر 2011 مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالجهة الشرقية