فرنسا تشيد بالتعاون مع المغرب في مجال مكافحة الإرهاب أعرب ضحايا الارهاب عبر العالم، بباريس بمناسبة انعقاد مؤتمرهم السابع الذي افتتح يوم الخميس 15-9-2011 بالمدرسة العسكرية الفرنسية ، عن امتنانهم للمغرب لدعمه هذه التظاهرة التي مكنتهم من إسماع صوتهم.وقال مدير هذه التظاهرة غيوم دونوا دو سان مارك خلال جلسة افتتاح أشغال المؤتمر المنعقد تحت رعاية الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي " نشكر المملكة المغربية على الهبة التي قدمتها لدعم هذا المؤتمر" . وأشاد السيد دونوا دو سان بهذا الدعم لا سيما وأن المنظمة غير الحكومية التي يرأسها، وهي الجمعية الفرنسية لضحايا الإرهاب المشرفة على هذه التظاهرة "تتابع عن كثب" سير المحاكمة المتعلقة باعتداء مراكش الذي كان قد خلف في أبريل الماضي ضحايا من بينهم ثمانية فرنسيين. وأعرب لوكالة المغرب العربي للانباء عن ارتياحه لنتائج التحقيق الذي مكن من تحديد هوية واضع القنبلة مسجلا أن جمعيته تعتزم إنشاء منظمة مماثلة بالمغرب من أجل العناية بالمغاربة ضحايا الأعمال الإرهابية. وقال "نأمل أن تتمكن هذه الهيئة من أن تكون شريكا للفدرالية الدولية لجمعيات ضحايا الإرهاب" التي سيتم إطلاقها بمناسبة انعقاد مؤتمر باريس بمبادرة من الجمعية الفرنسية لضحايا الإرهاب. وأضاف أن جمعيته لم يفتها استدعاء المغاربة ضحايا الأعمال الارهابية لحضور هذا اللقاء ، ومن بينهم السيدة سعاد الخمال التي فقدت زوجها وابنها في اعتداءات الدارالبيضاء سنة 2003. وقد تأثر الحضور بشهادة ومسار هذه السيدة الشجاعة التي رفضت الركون الى معاناتها ، وقامت بتأسيس جمعية تضم إلى جانبها ضحايا آخرين لهذه المأساة وأقاربهم ، كما ضاعفت المبادرات التحسيسية لفائدة الشباب، المستهدفين الأساسيين لمدبري هذه الاعتداءات، حول فظاعة هذه الأعمال. وأوضح رئيس الجمعية أن ضحايا اعتداء مراكش فضلوا عدم الحضور، وقال "فالجرح ما يزال مفتوحا. ويتعين منحهم مزيدا من الوقت ليتمكنوا من التعبير عن أنفسهم". وأشاد وزير العدل الفرنسي السيد ميشيل مورسيي، بالتعاون الفرنسي المغربي في إطار المجموعات الثنائية حول مكافحة الإرهاب، التي تنخرط فيها أيضا إسبانيا والولايات المتحدة. وأبرز السيد مورسيي، خلال أشغال المؤتمر الدولي السابع لضحايا الارهاب الذي افتتح أشغاله اليوم الخميس بباريس، تشبث فرنسا بتعزيز تعاونها الدولي من أجل مكافحة هذه الآفة من خلال إبراز أهمية مجموعات العمل الثنائية حول الإرهاب "التي نشارك فيها بنشاط إلى جانب أصدقائنا الأمريكيين والاسبان والمغاربة". وأوضح، أمام حوالي 450 مؤتمرا من بينهم خبراء دوليون في مكافحة الارهاب تمت دعوتهم للاستماع لضحايا هذه الآفة والذين قدموا من أزيد من 35 بلدا من ضمنها المغرب، أن "هذه المجموعات أساسية على اعتبار أنها تمكن من تبادل معلومات ميدانية ومن الاستفادة المثلى من تطبيق الطلبات المتبادلة المتعلقة بالتعاون القضائي". واعتبر وزير العدل الفرنسي أن شبح الخطر الارهابي "ما يزال يخيم على فرنسا كما يخيم على العديد من الديمقراطيات"، مما يتطلب، حسب السيد مورسيي، الإبقاء على اليقظة. وقال إن "يقظتنا يجب ألا تفتر. وإن فرنسا وشركاءها يعبئون كافة الوسائل من أجل مكافحة الإرهاب وردع كل الأعمال الوحشية". وخلص إلى القول ان "المهمة ثقيلة، وبتوحيد جهودنا يمكن منع سقوط ضحايا أبرياء جدد". وللإشارة فإنه بعد مرور أربعة أيام على الذكرى العاشرة لاعتداءات 11 شتنبر 2001 يلتقي ضحايا الاعمال الارهابية من أكثر من 35 بلدا منها المغرب، لأول مرة بباريس، لتقديم شهادات عن معاناتهم وتحسيس الرأي العام حول فظاعة تلك الاعمال التي لقيت تنديدا من الجميع. ويمنح المؤتمر، المنظم من قبل الجمعية الفرنسية لضحايا الارهاب، الفرصة للضحايا للتعبير "بكل حيادية سياسية ودينية" أمام ممثلي الدول التي ضربها الإرهاب وعدد من الخبراء الدوليين المدعوين إلى مناقشة سبل مكافحة كل أشكال التطرف التي قد تتسبب في مثل هذه الأحداث المأساوية. وتتمحور المناقشات على الخصوص حول تداعيات الاعتداءات الارهابية على الوسط العائلي للضحايا، وتطور الخطر الإرهابي ، وظاهرة استغلال الشباب من قبل المنظمات الإرهابية، ودور الدول والمشغلين والمجتمع المدني في مواكبة ضحايا الأعمال الإرهابية.