لاتزال ثمانية أنواع من الشامبو مشكوكا في أنها تسبب الإصابة بالسرطان، متداولة على نطاق واسع في الأسواق في أبوظبي على الرغم من تلقي الجهات المعنية رسالة عاجلة من الأمانة العامة للبلديات منذ ثلاثة أسابيع، تؤكد احتواء هذه الأنواع من الشامبو على نسبة عالية من مادة الديوكسان 1.4 التي تسبب السرطان. وسحبت إدارة الحماية التجارية في دائرة التخطيط والاقتصاد في أبوظبي عينات من الشامبو متداولة في الصيدليات والمنافذ التجارية والسوبرماركت، إثر تلقيها رسالة عاجلة من الأمانة العامة للبلديات تؤكد فيها احتواء الثمانية أنواع من الشامبو على نسبة عالية من مادة الديوكسان التي تسبب السرطان. ورأى مصدر رفض الكشف عن اسمه، أن هناك قصورا في التعامل مع المشكلة «إذ كان ينبغي التحرك بسرعة وعدم انتظار كل هذه الفترة من دون إجراء الاختبارات». لكنه رأى هذا التأخير دليلا على عدم وجود اتصال مباشر بين الهيئات الاتحادية والجهات المحلية «حيث خاطبت الأمانة العامة للبلديات بلدية أبوظبي وخاطبت البلدية بدورها الدائرة، ولم يتم مخاطبة الصحة إلا عن طريق دائرة التخطيط». يشار إلى أن صلاحيات دائرة التخطيط في أبوظبي تتضمن سحب هذه الأنواع من السوق ومصادرتها وإلغاء الوكالة التجارية إذا استدعى الأمر، بعد تلقيها نتائج الفحوص المختبرية على هذه المواد من الجهات الطبية المعنية. ومن أنواع الشامبو المشكوك في أنها تسبب السرطان شامبو هيمالايا هربل المضاد للقشرة، إنتاج شركة هندية، وشامبو الطين بخلاصة البحر الميت للشعر الجاف، إنتاج شركة أردنية، وشامبو أي كير تركيبة الفواكه، إنتاج شركة من فيتنام، وديل رتش شامبو ضد القشرة من إنتاج شركة كورية، وشامبو وبلسم الحبة السوداء من إنتاج شركة من جنوب إفريقيا . وصنفت المنظمة الدولية لأبحاث السرطان مادة الديوكسان 1.4مادة مسرطنة كما عدتها إدارة الخدمات الإنسانية والصحية الأميركية مادة تسهل عملية الإصابة بأمراض السرطان، وأثبتت منظمة حماية البيئة الأميركية أن مادة (الديوكسان 1.4 مسببة لأمراض السرطان. وقد توجد هذه المادة في منتجات مستحضرات التجميل بكميات ضئيلة ولا تستخدم أو تدخل هذه المادة مادة خاما للتصنيع وإنما تنتج ناتجا ثانويا من مركبات أولية أخرى. وكانت الدائرة تلقت معلومات صادرة عن الهيئة العامة للغذاء والدواء في السعودية، تفيد بوجود ثمانية أنواع من الشامبو المسرطنة تحوي هذه المادة المسببة للسرطان يتم تسويقها على نطاق واسع في الإمارة. وطالبت دائرة التخطيط والاقتصاد باتخاذ الإجراءات اللازمة، في حال ورود أي معلومات من شأنها أن تضر بصحة المستهلك، موضحة أن على الأطراف المعنية بهذا الشأن أن تشكل وحدة إجرائية عاجلة ينتج من خلالها التأكد العلمي من صحة هذه المعلومات، والتي على ضوئها تقوم الدائرة بمصادرة المنتج من الأسواق فورا . وقال مستشار الصحة العامة في الأمانة العامة للبلديات الدكتور عبدالله الرويضة ل«الإمارات اليوم» إن الأمانة العامة للبلديات أرسلت منذ أكثر من ثلاثة أسابيع المعلومات التي وردت من وزارة الخارجية الإماراتية والهيئات الصحية في السعودية وهيئة الدواء الأميركية إلى البلدية، فأرسلتها بدورها إلى الدائرة وأرسلتها الدائرة إلى هيئة الصحة في أبوظبي، لافتا إلى أن الأمر يستدعي سرعة التحرك، حتى لا تسبب هذه الأنواع أضرارا صحية بالغة للمستهلكين. وقال مستشار هيئة الصحة في أبوظبي الدكتور محمد أبو الخير ل«الإمارات اليوم» إن الهيئة تلقت فعلا الأوراق اللازمة من الدائرة وتدرسها حاليا، تمهيدا لإجراء التحاليل والتعرف إلى أماكن تداول هذه المنتجات واتخاذ الإجراءات اللازمة ومخاطبة الشركة المنتجة إذا لزم الأمر. وقال أبو الخير «لو ثبت وجود شيء خطر في التحاليل الأولية التي سيتم إجراؤها بعد اخذ العينات، فسنقوم بتعليق صرف المنتجات إلى حين التأكد، بعد التحاليل النهائية فيتم حظر المنتجات ومخاطبة دائرة التخطيط والاقتصاد لسحب المنتج ومصادرته. ولفت الى أن الأمر سيستغرق أسبوعا تقريبا لأخذ العينات واتخاذ الإجراءات اللازمة. الجدير بالذكر أن مادة الديوكسان 1.4 موجودة كبقايا ملوثة لبعض المواد الكيميائية المستخدمة في مستحضرات التجميل والمطهرات والشامبو. وقبيل تصنيع المواد الكيميائية كي يتم استخدامها مستحضرات منزلية، يقلل المصنعون كمية (الديوكسان) الناتجة عن هذه المواد الكيميائية إلى أقل مستوى ممكن. وقد يظهر مركب (الديوكسان 1.4) مادة ملوثة بكميات دقيقة في بعض مستحضرات التجميل. أما المستويات التي يتم فيها اعتبار مادة (الديوكسان 1.4) سامة فتكون وفقاً للطريقة التي يتم فيها استخدام هذه المادة. وتتسبب مادة الديوكسان 1.4 بضررٍ بالغ على كلٍ من الكليتين والكبد عند الاستخدام لفترات طويلة.