وتجمعيو وجدة يثبتون لمزوار أن الجهة الشرقية لازالت لها الكلمة بحزب الحمامة شكل المهرجان الخطابي الذي نظمه حزب التجمع الوطني للأحرار يوم الجمعة 24 يونيو 2011 بمقر مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية برآسة صلاح الدين مزوار رئيس الحزب، مناسبة لدحض بعض التحاليل السياسية وتفنيد الأخبار التي روجت لضعف الحزب جهويا ومحليا نتيجة الانقسامات أو الانسحابات. حزب التجمع الوطني للأحرار الذي كان دوما مرتبطا بالجهة الشرقية ارتباطا وثيقا منذ تأسيسه سنة 1978 على يد أحمد عصمان، يجد في محطة الاستعدادات لاستفتاء فاتح يوليوز فرصة لتوحيد الكلمة وتجاوز الخلافات، وإعطاء الدليل على أن الحزب لازالت له كلمته في المشهد السياسي والحزبي. كثيرة هي الإشارات الدالة على هذا المعطى بدء من التنظيم، والعدد الهائل للحضور، وإشراك شبيبة الحزب، والحضور القوي لمسؤولي الحزب بالجهة الشرقية… في بداية المهرجان تناول الكلمة المنسق الجهوي ادريس حوات، ليرحب بالرئيس والضيوف والتجمعيين والإعلاميين الحاضرين، وكعادته حاول تلمس بعض الإيحاءات والإشارات لربط باطن الحدث وماهيته بظاهره العام ، فلكلمة السادس معنى خاص في هذه المحطة، فمدينة وجدة كانت المحطة السادسة من جولات مزوار والمشروع موضوع الاستفتاء هو سادس دستور للمملكة، والعهد الذي عرف هذا الحراك هو عهد محمد السادس والشهر الذي نحن فيه هو الشهر السادس من السنة الميلادية، هكذا استطاع ادريس حوات أن يجد للعدد السادس رمزية خاصية في هذه المحطة وبنفس البحث في رمزية ومدلول الكلمات وأثناء حديثه عن دسترة الأمازيغية كلغة وطنية، لاحظ ادريس حوات أن إسم رئيس الحزب صلاح الدين مزوار هو علم مركب من إسم عربي صلاح الدين وإسم أمازيغي مزوار، وكلمة مزوار تعني الأول، لذلك لم تخف ادريس حوات أمله في أن يصبح صلاح الدين الوزير الأول للحكومة المقبلة أو “مزوار” الحكومة. ادريس حوات وفي كلمته الترحيبية أشاد بالأستاذين مصطفى بنحمزة رئيس المجلس العلمي ولسمير بودينار مدير المركز على موافقتهما على تنظيم المهرجان بقاعة المركز التي أجمع كل الحاضرين على روعتها وجمالها. وفي كلمته بمناسبة المهرجان الخطابي الذي نظمه حزب التجمع الوطني للأحرار يوم الجمعة 24/06/2011 بوجدة، اعترف صلاح الدين مزوار بتميز سكان الجهة الشرقية في كل المحطات التاريخية للمغرب، وأكد على أن سكان هذه الجهة مرتبطون دوما بالعرش المغربي ارتباطا وثيقا، ولم يخف إعجابه بقاعة المحاضرات لمركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية التي وصفها بالرائعة والجديدة كجدة “الدستور الذي سنصوت عليه”. كلمة صلاح الدين مزوار، ابتعدت عن اللغة الحماسية التي دأب رؤساء الأحزاب والسيباسيون على نهجها في مثل هذه المناسبات، وفضل وبأسلوب بسيط مقاربة فصول الدستور الجديد بتقنية المختص والمتمرس على الجانب الاقتصادي والتنموي، وأكد على أن الديمقراطية هي أساس الديناميكية الاقتصادية موضحا أن شعب المغرب هو شعب التحديات، والتحدي الأكبر هو إنجاح هذا المشروع لأن مشروع الدستور من وجهة نظر مزوار نابع من قلب هذا الوطن. وأوضح رئيس حزب الحمامة أن خطاب 9 مارس الماضي أعطى الدليل مرة أخرى على أن الملك وطيد الصلة بشعبه وعودنا دوما على اختيار المراكز المتقدمة في كل المحطات التي بصمت المغرب على عهد جلالته. وفي معرض حديثه عن ما حمله مشروع الدستور الجديد وقف عند الثوابت التي انتقلت إلى العدد أربعة عوض ثلاثة، فبعد الإسلام والملكية والوحدة الوطنية، إنضاف ثابت رابع وهو الخيار الديمقراطي، وقال إن الدستور السابق تكلم عن الانتقال الديمقراطي ولم يتكلم عن الخيار الديمقراطي، ومرد ذلك من وجهة نظر صلاح الدين مزوار، يعود إلى أن المغرب لم يكن ناضجا للديمقراطية كنضجه اليوم. وأضاف مزوار أن هذا الدستور المتوازن المتبصر والمنخرط في المستقبل يؤكد فصل السلط ويحترم المواطن ويجعله مسؤولا، ويوضح دور كل مؤسسة من أجل توفير أساس دستوري للبلاد يمكن من الاشتغال داخل منطق احترام الأسس الديمقراطية، وقال إن المغرب يعيش ثورة هادئة ويتعين أن نكون واعين بهذه اللحظة التاريخية مبرزا أن هذا اللقاء يندرج ضمن اللقاءات التي ينظمها حزب التجمع لشرح مضامين الدستور ودلالته وأبعاده السياسية والثقافية والاجتماعية.