تم، أمس السبت تسليط الضوء على الجهود التي يبذلها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في مجال إصلاح الحقل الديني والنهوض بإسلام منفتح ومتسامح من قبل مجموعة التفكير الأمريكية "هودسن إنستتيوت"، المتخصصة في القضايا العسكرية والاستراتيجية والعلاقات الدولية . وأشارت المجموعة التي ذكرت، في هذا السياق، بإصلاح مدونة الأسرة من قبل جلالة الملك بهدف تحسين أوضاع المرأة، أن هذه الجهود همت بالأساس برنامج المرشدات اللواتي يضطلعن بدور التأطير والتوجيه والإخبار والتحسيس في المجال الديني بهدف مكافحة ظاهرة التطرف الديني. واعتبر كاتب المقال السيد أحمد الشراعي، عضو مجلس إدارة مجموعة التفكير الأمريكية، فورينغ بوليسي ريسيرش إنستتيوت، وسانتر أوف ستراتيجيك أند إنترناشينل ستوديز، أن هذه الإصلاحات جد ناجعة وملائمة خاصة وأن الفكر المتطرف يقوم على انعدام التسامح والإقصاء وكره الآخر ومعاداة السامية . وأضاف أن الإسلام الراديكالي "يشكل خطرا محدقا بكل دولة ديموقراطية، بالنظر إلى أن طابعه المتعصب يمكن استخدامه من أجل تبرير اللجوء إلى العنف"، مثيرا الانتباه إلى أن التطرف "خلق مناخا مشجعا على استخدام العنف". يذكر أنه غداة الخطاب الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس يوم تاسع مارس الماضي، أشاد معهد هودس بالمقاربة "المتجددة" لجلالة الملك التي ترمي إلى "فصل السلط وتعزيز الحريات الفردية وتوزيع أفضل للحكامة بالتراب الوطني". وسجلت مجموعة التفكير أن جلالة الملك ألقى خطابا متميزا أعلن فيه عن تفعيل سلسلة من الإصلاحات السياسية والدستورية العميقة والجادة (...) ، اعتبرها الشعب بمثابة "ثورة ملك". وبعد أن أبرز "الانخراط القوي" الذي أثاره خطاب صاحب الجلالة، أكد معهد هودسن أن مختلف الفاعلين بالحقل السياسي المغربي أشادوا بخارطة طريق "تأخذ بعين الاعتبار مطالبهم". وأبرز أن خارطة الطريق التي خط معالمها صاحب الجلالة الملك محمد السادس تستمد مصداقيتها من برنامج الإصلاحات الشاسع الذي تم تفعيله منذ تولي جلالته العرش. وذكر في هذا الصدد بأنه منذ تولي جلالة الملك مقالد الحكم سنة 1999 ، "تم إدخال تغييرات جوهرية على تدبير الشأن العام (...) بمشاركة نشيطة لمعارضين سابقين ضمن الحكومة والمؤسسة التشريعية" .