تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة محمد السادس نصره الله،تنظم جمعية "سينيمغرب" المهرجان المغاربي للفيلم في وجدة في دورته السادسة والتي تحمل شعار "الثقافة قاطرة التنمية"،وتحمل اسم المخرج والمنتج والسيناريست المغربي الراحل عبد الله المصباحي (1936-2016) الذي قدم خلال مشواره أكثر من 20 فيلما ولُقب باسم "عميد المخرجين المغاربة". كما سيكرم الممثلة التونسية درة والفنانة المقتدرة أمينة رشيد والممثل المصري أحمد وفيق والمغربي محمد بوبقرات،و"اختيار الأسماء المكرمة في مهرجان وجدة اعتماداً على مسارهم الحافل بالأعمال الناجحة في عالم التمثيل،رغم اختلاف أعمارهم الفنية،التي أبرز فيها كل اسم من الأسماء المختارة مهارة كبيرة في عالم التشخيص،سواء في المغرب أو خارجه". واختار المهرجان 18 فيلما للتباري على مختلف جوائزه (6 أفلام طويلة و12 فيلما قصيرا)،من بينها فيلمان مغربيان فقط ("عرش الشتا" لحكيم بلعباس،و"أدور" لأحمد بايدو). ويتضمن برنامج هذه الدورة ندوات علمية وورشات تكوينية في المهن السينمائية ولقاءات فنية مع ضيوف المهرجان،وعروضا خاصة في مؤسسات اجتماعية وأخرى بالهواء الطلق بمدن بركان وأحفير وجرسيف،ولقاءات مفتوحة مع الفنانين الذين يحلون ضيوفا على المهرجان وورش عمل لمختلف الفنون السينمائية (ورشة كتابة السيناريو يشرف عليها الأستاذ الناقد يوسف آيت همو،وورشة الإخراج يشرف عليها الأستاذ والمخرج التونسي وسيم قربي،وورشة التحليل الفيلمي يشرف عليها رئيس قسم النقد السينمائي بأكاديمية الفنون بالقاهرة الأستاذ وليد سيف،وورشة المبادئ الأولية للتصوير يشرف عليها الأستاذ المخرج شرف بن الشيخ). وتتشكل لجنة تحكيم الدورة السادسة برئاسة الكاتب المغربي نور الدين أفاية وعضوية المخرجة الجزائرية مينة كسار والمخرجة الموريتانية مريم بنت بيروك والمخرج التونسي عبد اللطيف بن عمار والناقدين السينمائيين العراقي قيس قاسم واللبناني إبراهيم العريس. ويطغى جو من الحزن على فقدان الهرم الفني المغربي المرحوم جمال الدين الدخيسي ابن مدينة وجدة،الذي خلّف وراءه رصيدا فكريا وفنيا وإنسانيا متفردا في السياق والمضمون،وهو رصيد مشرق ومشرف بصم تجربة الرجل لما يفوق 30 سنة من البذل والالتزام والعطاء.فقد انطلق مساره كرجل مسرح بامتياز تعلما ثم تفوقا وتطبيقا في مجال التدريس والتلقين لأجيال من المبدعين في فنون العرض في المغرب.كما تميزت تجربته الفنية بالتوفيق السلس وباقتدار بين الفكر والتلقين والتطبيق والممارسة الإبداعية.وتجربة الراحل جمال الدين الدخيسي وما راكمه من أعمال ومنجزات في القطاع الثقافي والفني عموما وفنون العرض على وجه التحديد،تعدّ مفخرة لجيل بأكمله من المبدعين الملتزمين بأهمية الثقافة والفن في تحقيق النهضة والتنمية المجتمعيتين.إن تجربة جمال الدين الدخيسي،الجامعي والمسرحي والممثل،تجعل منه اليوم وغدا أنموذجا يحتذى،لكونه يعتبر أحد الأعمدة والأساتذة المؤسسين للمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي،كما سهر على إدارة وتدبير دفة المسرح الوطني محمد الخامس لسنوات بكل جد وعزم والتزام،وهو أيضا،وجه من وجوه السينما والدراما المغربية بميزة "الفنان المثقف الملتزم" حيث أعطى كل رحمة الله عليه،كل ما يملك من فكر وعلم وطاقات إنسانية رفيعة في سبيل تكوين وتأطير فنانين ومبدعين أضحوا اليوم نجوما وأسماء لامعة في المشهد الثقافي والفني في المغرب. كما أن المهرجان يرومه الحزن كذلك على المرحوم عبد الحق المبشور الكاتب العام للجامعة الوطنية للأندية السينمائية.