صديق عبد الكريم وصفُ الكشفية بأنها منهج تربوي، إذ يُعتبر القائد فيها إنسانا بناءً يهدف بتحركه إلى تربية الشباب وتوجيههم،
تلتأهيل أبناء أنقياء، أقوياء شجعان ويحبون الوطن. الكشفية هي تربية تكمّل المدرسة والبيت ولا تحل مكانهما. إذ يربى الكشاف على الإخلاص لإيمانه. العمل الكشفي، يؤازر العائلة والمدرسة. هدف الكشاف إثارة اهتمام الشباب بمغامرة الانطلاق في البحث عن معنى حياتهم وسر وجودهم. و المبادئ التربوية الكشفية هي كالتالي: - الثقة بالذات، شعور بعزة النفس، الشرف، حب المسؤولية. - أن يحافظ على شرفه وشرف الجماعة التي ينتمي إليها والتي يكون مسئولا عنها. - لتحقيق النمو يجب السيطرة على الذات وعلى جميع الطاقات الذاتية - التأقلم، النمو - إطار حياة الكشافة: الطبيعة وروح المغامرة - الشروط التطبيقية لكشّافٍ أصيل: تطبيق نظام الفرقة. - برنامج منهجي في النمو الشخصي: فرض قيمة أخلاقية إيجابية يجب الالتزام بها - دعوة إلى حياة خارج المحيط العادي: تربية إنسانية، فن القيادة والتعامل مع الآخر- هو تعامل مع الذات، التعاون. - مبادئ الكشاف: الثقة بالذات، الصحّة، الخلق، الخدمة، والحياة الروحية الأهداف : - الإطباع أو تنمية الشخصية - الصحة أو التنمية الجسدية - أو تطوير المهارة اليدويّة - معرفة الآخرين أو التنمية الاجتماعية - معرفة الله أو التنشئة الروحية . غير أن مدينة الحسيمة فداها الله خلال شهر يوليو 2011 الماضي بنوع آخر من الكشافة، يؤمنون بنوع آخر من المبادئ. لقد كانوا بالأفعال الشنيعة التي ارتكبوها في كل من"الإعدادية الجديدة" و مدرسة "كالا بونيتا"، أقرب إلى الهكسوس الذين كانت فترة احتلالهم لمصر (خلال مائة سنة) فترة سلب ونهب وتخريب، أو إلى الو ندال الذين اقتحموا مدينة روما وعاثوا فيها فسادا وخربوها تخريبا عظيما ولا سيما في الآثار الفنية والأدبية. لقد ارتكبوا في المؤسستين التربويتين المذكورتين ما يرتكبه فيلٌ هائجٌ في آنيةِ من خزفِ أو زجاج. فجُلٌ النوافذ تم تحطيمها و بعض الأبواب اجتُثٌت من أماكنها، بل حتى الأقفال تم اقتلاعها كما تُبيٌنُ ذلك الصور. و لكي يبيٌن "كشٌافة آخر زمان" عن حقدهم الهمجي اتخذوا من أركان المؤسستين و دهاليزهما مراحيض خاصة، إذ قاموا بالتبول و التغوٌط في كل مكان، دونما مراعاة أي حرمة للدور التعليمي و التربوي الذي أُنشأتا لأجلهما. أما أكوام القمامة فتركوها في كل مكان، من الباب الرئيسي إلى الإدارة إلى الأقسام. و لقد قامت المسئولات عن النظافة و الأطر الإدارية بمجهود جبار لمسح معالم "الجريمة"، لكن الروائح الكريهة لا زالت تُزكٌم الأنوف هناك. كيف إذن سيبدأ التلامذة المساكين موسمهم الدراسي في جو مثل هذا؟ السؤال الآخر المطروح هو على من تقع مسؤولية ما حدث ؟ و هل سيُسمح مستقبلا لأحدِ بالإقامة في المؤسسات التعليمية؟