لقي تلميذ من مواليد 1998 بداية الشهر الجاري حتفه غرقا بقناة الري ملوية بدوار أولاد الحاج جماعة زكزل قيادة بني عتيق بإقليم بركان؛ حين فقد توازنه وهو على متن دراجة نارية؛ حيث سقط بالقناة دون أن يجد من ينقذه من موت محقق. عناصر الوقاية المدنية لن تتمكن من إنقاده رغم عمليات البحث المتواصلة، خاصة وأن المياه جرفته بعيدا عن مكان الحادث؛ لتظل جثة التلميذ يومين بعد ذلك بأعماق المياه إلى أن رآها أحد المواطنين الذي أخبر المصالح المعنية، حيث انتقلت السلطة المحلية وعناصر من الدرك الملكي ببركان التي عاينت جثة التلميذ، وأنجزت محضرا للحادث الذي انتهى بنقل الضحية لمستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي الدراق ببركان؛ من أجل التشريح لمعرفة الأسباب الحقيقية التي كانت وراء الغرق. قناة للري إلى جنب تجمعات سكنية ؟؟؟ نفس المصير لقيه تلميذ آخر من مواليد 1997 حين التهمته قناة ملوية أثناء السباحة بدوار التوميات قيادة بني وريمش ناحية بركان، والخاتمة الأليمة تنتهي بمستودع الأموات بعد إخراج الجثة من طرف عناصر من الوقاية المدنية ببركان. ألغام مائية منتشرة هنا وهناك بإقليم بركان فتحت باب الموت لأطفال وقاصرين، بعضهم سقط في فخ الأعماق كما حدث خلال نفس الشهر لطفلة في سنتها الثالثة، وآخر يبلغ من العمر 11سنة غرقا في لحظة غفلة من ذويهم، واقتراب من حافة مائية لاتعرف المزاح واللعب..." ما عارفينش هاد القنوات واش عندهم شي حراس. الأطفال كيموتو وحنا كنتفرجو عليهم. موسم الحرارة في البداية ديالو والغرقى غادي يرتفعو بلا تحرك من الجهات المسؤولة" قال قريب أحد الضحايا ملوحا بيديه ناحية ساقية كان يسبح بها بعض الأطفال، ثم أضاف قائلا: " شكون غادي يحمي هاد القاصرين من خطر الغرق؟". لائحة طويلة من الغرقى خلال مدة وجيزة لم تستثن حتى الرضع، حيث تم استخراج جثتي رضيعين من مياه ملوية تم إلقائهما في ظروف غامضة، صعب معها على المصالح الطبية بالمستشفى الإقليمي الدراق ببركان حتى التعرف على سن وجنس الرضيعين الذين كانت جثتيهما قد تحللتا بعمق الماء؛ بعد مرور مدة زمنية على التخلص منهما بقدفهما بالمياه الجارية. بطون القنوات الجائعة ابتلعت كذلك أعدادا مهمة من البالغين الذين قادتهم ظروفهم إلى جنباتها، أين تكفي سقطة واحدة لوضع حد لحياة سكير، أو عابر سبيل، أو حتى سائق دراجة نارية، أو سيارة وجدا نفسيهما غرقى بوسائل نقلهما. خطر حقيقي أصبح يهدد أرواح ساكنة القرى والمدن بإقليم بركان على حد سواء، وخاصة الأطفال والقاصرين الذين يتهافتون وراء لحظات سباحة؛ قد تنتهي بما لا يحمد عقباه بإحدى القنوات المنتشرة حتى بالقرب من التجمعات السكنية، ومنها تلك التي تمر على جنبات دوار الزاوية بمداغ، وبالقرب من دوار بني مهدي ببركان؛ أين وصل زحف التجزئات السكنية التي تمر على مقربة من أبواب بعض منازلها سواق كانت مخصصة في السابق للري." خاصك دائما تراقب الأطفال وإلا غادي توقع شي كارثة. لازم شي حل من المسؤولين عليهم." أفاد من مدينة بركان للجريدة؛ مؤكدا أن اللامبالاة لن تزيد سوى من سقوط ضحايا آخرين. في نفس السياق تساءلت أطراف تشرف مساكنها على قنوات للري إن كان المعنيون بالأمر قد فكروا قبل معانقة الإسمنت للأراضي الفلاحية .