إبراهيم لوهابي / ... فلتكن السنة القادمة سنة الحسم مع العبث، باستحضار القولة الشهيرة" أكلت يوم أكل الثور الأبيض". لعل أهم ما يميز وزارة التربية الحالية عن سابقاتها، إقدامها على عدة إجراءات مرتجلة، وعدم تعاملها مع هذه الإجراءات وفق النصوص القانونية، والضوابط المهنية، وكان آخرها إصرار الوزارة على إرغام هيئة التفتيش على توقيع محاضر الدخول والخروج؛ رغم أن مقرر الموسم الدراسي 2012/2013، لا ينص على ذلك. رد نقابة المفتشين كان سريعا، وقررت مقاطعة هذا الإجراء، وبدأ شد الحبل بين الوزير والنقابة المذكورة، وأطلق المفتشون العنان لأقلامهم لسرد الاختلالات التي أصبحت تهدد مصير المنظومة التربوية؛ بسبب عدم إشراك المعنيين بالأمر في كل القضايا التي تهم الشأن التعليمي. ما يحز في النفس، هو أن هده الفئة التزمت الصمت، ولم تحرك ساكنا حين أقدمت الوزارة على إجراءات أكثر فظاعة من إجبارية التوقيع على محضر الدخول والخروج، كتوقيف 19 أستاذا بإعدادية الفتح، بمدينة الرشيدية، بمجرد امتناعهم عن تسلم استدعاء الحراسة في امتحان الباكالوريا، وهو الإجراء الذي يتناقض مع مقرر الوزير المشار إليه أعلاه، بل إن بعض المفتشين سامحهم الله أجبروا الأساتذة على اعتماد استعمال زمن، أجمع الكل إلا وزير التربية الوطنية على عدم صلاحيته، كما التزمت نقابة المفتشين الصمت بعد إصدار المذكرة الخاصة باجتياز الامتحان المهني؛ بعد مغادرة الأطر التربوية مقرات عملهم. إن الوزارة الحالية بمثل هذه الإجراءات تفرض على كل الفاعلين الدخول في نقاش قضايا هامشية، وصرف النظر عن عقد مناظرة حول الوضع التعليمي بالمغرب، والذي أصبح مطلبا ملحا.. فلتكن السنة القادمة سنة الحسم مع العبث، باستحضار القولة الشهيرة" أكلت يوم أكل الثور الأبيض".