بدا جليا بعد تنصيب مدير دار الثقافة الجديد بأن القيمين على هذا المرفق العام، لم يفوا بوعودهم التي قطعوها على أنفسهم، بأن دار الثقافة ليست إقطاعية لأحد، بل أن الأمر بات عكس ذلك، في وقت تم إقصاء العديد من أفذاذ عين بني مطهر، أخص بالذكر فنانين في مجالي الموسيقى والرسم والفنون التشكيلية والجميلة، التي جلبوا لها معلمين من خارج المدينة، وكنت قد أشرت في مقال بحر الأسبوع المنصرم بأن جماعتي بني مطهر، وعين بني مطهر وبحسب ما ذكرته مصادر مطلعة أن المسؤولين عنهما استغنوا عن اليد العاملة المحلية، واستعانت بلدية المدينة بعمالة جلبتها من مكان بعيد عن البلدة من جرادة لمصلحة النظافة، مهمشة في تحد سافر معوزي عين بني مطهر، خاصة أن هناك من لم يجدوا ما يسدون به رمقهم، وما أكثرهم. دأب صار عليه مسؤولو دار الثقافة بإقصائهم لفنانين تشكيليين مشهود لهما بالكفاءة، يتعلق الأمر بالفنان" أحمد أمين معزوزي " الذي قضى ما يناهز نصف عقد من الزمن بديار المهجر بباريس، صقل خلالها موهبته في الفنون الجميلة، وأصبح لديه باع طويل في ميدان الفن التشكيلي، حاملا بين يديه شهادة ودبلوما، ما يخول له أن يحظى بالمهمة. الأمر نفسه ينسحب على الفنان" حمامة بوجمعة" الذي طاله هو الآخر التهميش بشأن تلقين أبناء بلدة عين بني مطهر فن الرسم.. غني عن التعريف على الصعيد الوطني والدولي في هكذا ميدان، مكرسا له حياته كلها. مصادر ذكرت بأن أحد معارف الطرف الآخر المشكل لتوأمة بلدتي عين بني مطهر، و" تان نود سان خوصي" له اليد الطولى في تنصيب معلمي الرسم والموسيقى من مدينة وجدة.. و يتساءل مراقبون عن ماهية المعايير المتخذة في هكذا انتقائية في البحث عن فنانين تشكيليين و موسيقيين لتلقين أبناء عين بني مطهر، ومن المسؤول عن عملية الإقصاء التي استهدفت خاصة أبناء البلدة، وهمشت كفاءات محلية معروفة في الفنون المذكورة؟.. وهل بهكذا أسلوب يمكن لبلدة عانت طويلا من ويلات الجمود الفكري، والتكلس العقلي، وهيمنة الخرافة، والغل، والحسد المعشش في قلوب ساكنة عين بني مطهر على وجه الخصوص، كاستثناء على الصعيد الوطني، واحتقار أبناء عين بني مطهر، وإقصائهم بطريقة مهينة أن تلحق بالمدن السائرة في ركب التنمية.. يحدث هذا في ظل التجدد الحضاري، والذي دخله أبناء عين بني مطهر بدينامية البناء، والتقدم، والبحث عن مجتمع مدني، ناهض، وفاعل في محيطه المحلي، الإقليمي، والوطني.. وما إنشاء المعلمة الثقافية بعين بني مطهر، إلا لتتوخى منها ساكنة عين بني مطهر تقديم وجه جديد للتقدم المعرفي والحضاري، لا تكريس ظواهر تشي بإقصاء وتهميش أبناء هذه القلعة الصامدة؛ الذي ألفته على أكثر من صعيد، منذ ثمانينيات آخر قرن في الألفية الثانية، من قبيل الزبونية، المحسوبية.. وتلعب القبائلية، والإثنية، والمصالح السياسوية والانتخابوية، دورها المدمر..