عقدت الروائية اللبنانية نجوى بركات اتفاقاً مع دار الآداب اللبنانية التي نشرت لها رواياتها كافة والتي ترجمت الى لغات عدة، كي تتولى الدار نشر وتوزيع الروايات التي ستصدر عن "محترف كيف تكتب رواية" الذي تستقبل وزارة الثقافة في البحرين دورته الثانية (مايو 2013/ مارس 2014). وقد اختارت بركات هذه الدار التي أسسها الأديب سهيل إدريس في العام 1956، نظراً لاسمها العريق والمهني في عالم الرواية واستبعادها نشر المؤلفات التجارية التي تتوخى الربح. مع العلم أن الدار اللبنانية سبق وتعاونت مع "محترف نجوى بركات"، إذ نشرت رواية "نابوليتانا" لهلال شومان التي نتجت عن الدورة الأولى من المحترف التي نظمت في بيروت لمناسبة "بيروت عاصمة عالمية للكتاب"، وستصدر في الشهر المقبل رواية أولى للكاتبة السورية الشابة نغم حيدر بعنوان "مُرّة". وقالت مديرة الدار رنا إدريس: "نحن نؤمن كما تؤمن نجوى، بأن العمل الروائي ليس موهبة فقط، بل هو علم يجب أن يكون متماسكاً ومبنيا بشكل "هندسي" ومحترف. ومهما تخلّل الرواية من فوضى وتكسير للزمن وحرية، يبقى أن كتابتها فن يُعلّم". واعتبرت إدريس أن "محترف نجوى بركات" يعوّض النقص الحاصل في دور النشر العربية، لناحية التحرير والتوجيه في فنّ الرواية وفن الابداع الكتابي. فالدور العربية، بحسب إدريس، لا يمكنها تعيين متخصّص في هذا المجال، نظراً للتكلفة العالية، مقارنة مع سعر الكتاب في العالم العربي. هذا بالإضافة الى أن المتخصصين في الابداع الكتابي والتحرير، وهم عادة نقاد محترفين أو روائيين أو أساتذة أدب، غير متوفرين في بلداننا. يذكر أن دار الآداب نشرت لكبار الكتاب العرب، وهي منذ تأسيسها وحتى اليوم، تحرص أشدّ الحرص على اكتشاف المواهب الجديدة الشابة الواعدة، إلى جانب الأسماء التي تكرست في الدار. انتهاء الورشة الثانية من الدورة الثانية ومن جهة أخرى، انتهت الورشة الثانية من الدورة الثانية للمحترف المنعقدة في المنامة، اليوم. وقطع المشاركون في المحترف وهم دلع المفتي (الكويت)، عبدو خليل (سورية)، هدى الجهوري (عُمان)، أياد برغوثي (عكا – فلسطينالمحتلة)، أسماء الشيخ (مصر)، أيمن جعفر ومنيرة سوار ورنوة العمصي (البحرين) شوطاً كبيراً خلال الأشهر الأربعة الماضية، أي بعد انعقاد الورشة الأولى في أيار (مايو) الماضي. أما عن أجواء الروايات الثمانية، فتقول بركات صاحبة "باص الأوادم" و"لغة السرّ" و"يا سلام"، إنها "حالياً قيد الانجاز وهي متنوعة وذات موضوعات ثرية أدبياً بالإضاقة إلى كونها تحمل همّا إنسانيا وإن كانت لصيقة بواقعها المحلي". واعتبر أياد البرغوثي (عكا – فلسطين) أن "المحترف فرصة نادرة له للقاء أدبي ملهم ومنتج ومثير مع كتاب وكاتبات من أقطار عربية، فهي رحلة جماعية متعبة وممتعة لعوالم الرواية وعوالم كل واحد وواحدة منا؛ مدننا واهتماماتنا وأسئلتنا وأسلوبنا، ونجوى بركات معنا تحمل متاع تجربتها ونور معرفتها تنير دربنا كي نصل". وقالت أسماء الشيخ (مصر): "في المحترف نخوض رحلة لنتعرف على بناء الرواية المنهك و الممتع والغام. هي تجربة نسمح فيها لبعضنا البعض بزيارة عوالم تتشكل بالتدريج ، يكفى أننا نراقب عن قرب كتابة ثماني روايات، و تمدنا بركات برؤى ومساحات أرحب فنكتب". واعتبر عبدو خليل (سورية) أن المحترف "نقلة احترافية للوصول بالعمل الروائي لمقاييس تستوفي شروط الرواية، فهو تمرين حقيقي لقطع مسافات جديدة في الرواية العربية لتكون قادرة على سبر أغوار البيئة العربية بكل مفرداتها". فيما أفاد أيمن جعفر (البحرين):" لمْ نُحِسَّ بأننا نتلمَّسُ الدربَ، حقُّا، مثلما أحسسناه، ونحنُ نفتحُ أعيننا على آفاق الرواية، وعوالمها الساحرة التي تشدّنا إليها، ونكادُ نقطفها ولا نقطفها حتى تستوي نصًّا وحياةً تتنفسُ بين جوانحنا ونراها مِلْءَ النبض". وأضاف: "نجوى بركات، بكلِّ حذقها وخبرتها الروائية العميقة، تأخذ بأيدينا في عتمة الخوف من ارتجاف البدايات وارتباكاتها؛ لتجعلنا نمضي بعيونٍ مفتوحة، وقلبٍ جريء، وخطواتٍ متحدّية، لنجتازَ مجازَ الرواية باتجاه مجازاتنا الخاصّة، حين يكبرُ فينا الحلمُ ويُصافحنا مَدَشِّنًا شرفاتٍ عديدة". وأشارت هدى الجهوري (سلطنة عُمان) الى أنها "تخوض في ورشات المحترف تجربة جادة قادرة على الأخذ بيد الشباب إلى عمل احترافي، خصوصا أن الروائية نجوى بركات تمتلك قدرة فائقة على الغوص بداخل النص لتفتيح افقه وتطوير حبكته وجعل الحكاية مشدودة، فهي تمارس معنا بذكاء فكرة محو الزائد والهامشي وما يثقل اكتاف الرواية". وأضافت: "من جهة أخرى، تترك بركات مسافة جيدة يتنفس عبرها الكاتب فلا تسلب منه حريته وقراره بالعمل. ولكن يبقى العتب على الوقت الضيق، على الركض المتواصل لكي لا نخرج من السباق مهزومين". أما رنوة العمصي (البحرين)، فوصفت التجربة بأنها "أكثر استمتاعًا، وأقل خوفًا، وأنك تتمشى في روايتك، تتقدم، تهرول، تركض وتثب، تعرف أنك تترك كفّك لأحدهم في الخلف، يمسك بها وهو يتبعك لا يتقدمك، لكنه سيتأكد من أنك لن تسقط في فخ من فخاخ الطريق، قبل أن يشد عليها ليوقفك، فتلتفت وتعيد النظر.. هكذا نجوى بركات تفعل". فيما رأت منيرة سوار (البحرين) التي خاضت تجربتين سابقتين في كتابة الرواية وحدها بلا محرّر أو موجّه، أن آلية الكتابة تغيّرت بعد مشاركتها في المحترف، نظراً "لوجود عين ثانية قارئة وناقدة لنصي في كل مرحلة من مراحل كتابتي للرواية". وثمّنت التفاعل الجماعي الايجابي بين المشاركين الثمانية الذين تتاح لهم فرصة الاطلاع عن قرب على 8 تجارب روائية مختلفة في مضمونها وفي أسلوبها السردي والاستفادة منها بشكل مباشر. يذكر أن الدورة تقسم الى 3 ورشات عمل مكثّفة تدوم كل منها 10 أيام. وبدأت الورشة الأولى في الخامس من أيار (مايو) الماضي، وانتهت الثانية الثلاثاء في الثالث من أيلول (سبتمبر) الجاري، على أن تبدأ الورشة الثالثة في 27 تشرين الأول (أكتوبر) 2013. وتعلن النتائج في حفلة ختامية تقام في البحرين في بداية آذار (مارس) 2014.