إن هذه رسالة شخصية ولا تعبر عن رأي الجمعية التي أنتمي إليها: جمعية المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة والمكلفة بتنظيم المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة/المغرب. إنها رسالة موجهة إلى وزارة الاتصال ووزارة الثقافة وإلى "لجنة دعم المهرجانات" وإلى جميع المهتمين بالسينما في المغرب. قبل كل شيء أشك في التسمية "لجنة دعم المهرجانات السينمائية" أرى أن التسمية يجب أن تكون "لجنة قبر وإحباط المهرجانات السينمائية" فحسب الإعلان الأخير لم يتم دعم أي مهرجان بالمعنى الكامل للدعم اللهم المهرجانات التابعة للدولة والتي لا تحتاج إلى دعم وقد حصدت ما يفوق 70% من الدعم المخصص للمهرجانات السينمائية. فأي دعم هذا يتكلمون عنه؟ أولا أعضاء اللجنة الذين يحاكمون المهرجانات لا يعرفون المهرجانات ولم يزوروا أي مهرجان اللهم إلا القليل منهم. فأين هي المعايير التي سنتها اللجنة على نفسها فاللجنة لم تحترمها، بل باركت المهرجانات القوية والمدعمة مبدئيا من الدولة والتي لا تحتاج إلى زحام مع المهرجانات الأخرى التي تحتاج إلى الدعم الحقيقي. فالمثال الذي يمكن أن أتكلم عنه هو المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة، والذي أنتمي إلى إدارته. فالإدارة تتكون من أساتذة ودكاترة همهم الوحيد هو الشق الثقافي والنهوض بالثقافة السينمائية الوثائقية التي توثق ماضينا وتصور حاضرنا وتبني مستقبلنا. وهذا المهرجان وضع اللبنات الأولى للفيلم الوثائقي بالمغرب، هذا الأخير الذي كان مهمشا، وبعد ولادة المهرجان الوثائقي بخريبكة أصبحت جل المهرجانات (إن لم أقل كلها) تدرج الفيلم الوثائقي في مسابقاتها. ولد هذا المهرجان سنة 2009 بمساعدة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وكان أول مشروع ثقافي بالمنطقة ممول من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وشاركت في دورته الأولى 10 دول (فلسطين، المملكة العربية السعودية، الجزائر، موريتانيا، مصر، لبنان، سوريا، فرنسا، بلجيكا، المغرب) وكانت فلسطين ضيف الشرف وتكونت لجن التحكيم من: عز العرب العلوي (المغرب)، محمد بلحاج (قطر)، هالة فؤاد (مصر)، ايدغال يكصبان (تركيا)، عبد السلام خلوفي (المغرب)، بشرى ايجورك (المغرب)، ضمير الياقوتي (المغرب) و عبد الكريم الجويطي (المغرب). وفي أكتوبر 2010 احتفل المهرجان في دورته الثانية بسوريا كضيف الشرف وشاركت 12 دولة (سوريا، إيطاليا، فرنسا، مصر، فلسطين، بلجيكا، أمريكا، تركيا، لبنان، تونس، موريتانيا، المغرب) وتكونت لجن التحكيم من: محمد بلحاج (قطر)، عزالدين سعيد (مصر)، كاترين بوان فان (فرنسا)، ريمون بطرس (سوريا)، لمى طيارة (سوريا)، المحجوب بن موسى (هولاندا)، عبد السلام الموساوي (المغرب)، فؤاد زويرق (هولاندا). واحتضنت خريبكة الدورة الثالثة للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي (أكتوبر 2011) بضيف شرف جديد وهو إيطاليا وشارك في المسابقة 11 فيلما من: اسبانيا، مصر، ألمانيا، فلسطين، بلجيكا، تونس، الجزائر، فرنسا، إيطاليا، أمريكا والمغرب. وتكونت لجن التحكيم من: محمد نبيل العتيبي (قطر)، فاطمة يهدي (المغرب)، عبد المالك العقون (الجزائر)، جوفيانا تافياني (إيطاليا)، سعيد يقطين (المغرب)، أحمد سيجلماسي (المغرب)، خليل الدامون (المغرب)، يوسف ايت همو (المغرب) وأواخر غشت 2012 احتلفت مدينة خريبكة بالدورة الرابعة للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي وبتركيا كضيف شرف مع مشاركة 12 فيلما من: تركيا، المملكة العربية السعودية، البحرين، اسبانيا، فرنسا، مصر، أمريكا، تونس، فلسطين، المغرب. زيادة على المسابقة الرسمية هناك ندوات وورشات ولقاءات مفتوحة مع مسابقة لأفلام الهواة الوثائقية، مع اصدارات فردية وجماعية والمشاركة في ولادة تظاهرات ثقافية اخرى... فكيف يعقل أن يستمر المهرجان بدون دعم مادي كاف لإعطاء منتوج يحترم المعايير الدولية وينمي الثقافة السينمائية بصفة عامة والوثائقية بصفة خاصة وذا جودة عالية؟ فأين هي معايير "لجنة دعم المهرجانات السينمائية" وأين هي واجباتها واتجاهاتها؟ فإن كان دورها صوريا وسطحيا فهذا لايليق بأعضائها وهم شخصيات بارزة ومعروفة عند الجميع ولا نرضى أن يقتصر دورهم على الإحصاء والاستماع فقط، ولا حول ولا قوة لهم في الاختيار !!! وإن كانت السياسة تريد للثقافة أن تنقرض وأن تندثر المهرجانات فقد تصل إلى هدفها بسرعة فائقة. وأتمنى أن يكون هذا الشيء بعيدا على أعضاء اللجنة. إن عزاءنا هو ردة فعل عدد كبير من المهتمين بشؤون السينما في المغرب الذين يحبون ويحترمون المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة/المغرب والذين وإن لم يستغربوا لرد اللجنة كان أسفهم باديا لأنهم كانوا منتظرين التغيير.... لقد كان المركز السينمائي المغربي ارحم.