أكد الشيخ راشد الغنوشي رئيس حزب النهضة التونسي، أنه يرفض التطرف سواء كان علمانيا أو إسلاميا، وقال في معرض كلمة جماهيرية مساء اليوم الخميس 21 يوليوز بالقاعة المغطاة بالقنيطرة ضمن فعاليات الملتقى الوطني السابع لشبيبة العدالة والتنمية بمدينة القنيطرة "التطرف منكر سواء كان علمانيا أو إسلاميا ونحن بريئون منه مهما كان". وأضاف الشيخ الغنوشي العائد مؤخرا من منفاه إلى تونس بعد سقوط نظام بنعلي:"أن المعركة الحقيقية في تونس ليست بين الإسلاميين والعلمانيين رغم أن بعض القوى المضادة للثورة التي لازالت متواجدة ببعض الدوائر الحكومية تريد اللعب على هذه النقطة" موضحا "كثيرون ممن يصلون ينهبون المال العام وفاسدون وقد كان مفتي تونس متحالفا مع بنعلي، ونحن عندما تحالفنا مع اليساري يوسف المرزوقي استغرب البعض من هذه العلاقة بين اليساري والإسلامي فقلنا لهم أن تحالفنا على أساس الموقف من الظلم والظالمين وليس بناءا هل يصلي أو لايصلي لأن ذلك شانه مع ربه". ولم يفت الغنوشي الذي يزور المغرب بدعوة من حزب العدالة والتنمية التي تعتبر أول زيارة له لبلد عربي بعد رجوعه من المنفى إلى تونس، أن يذكر في بداية كلمته التي قوبلت بترحاب شديد بوصية الشيخ أحمد ياسين زعيم حركة حماس الفلسطينية عندما قال "كنا نستغرب عندما قال لنا الشيخ الشهيد ياسين ان تحرير فلسطين لن يتجاوز 2027، لكننا اليوم نرى أن ذلك بات وشيكا مع ثورات الشعوب العربية".. ثم أضاف "الشعوب اليوم تردد : الشعب يريد إسقاط النظام، وأيضا تردد الشعب يريد تحرير فلسطين". وعن معنى "الثورة" قال الغنوشي "الثورة جرأة على الطواغيت والجبارين، وكسر أصنامهم كما فعل سيدنا إبراهيم عليه السلام وغيره من الأنبياء والرسل الذين كانت ثورتهم أغلبها من الشباب والفقراء والمستضعفين" مؤكدا وهو يبتسم :"الثورات الدائمة هي ثورات الرؤوس السوداء وليس البيضاء "، مضيفا "الثورة هي هدم للباطل وبناء للحق والعدل ، فالثورة ليست هدم فقط بل إعادة بناء لمجتمعاتنا وتحويل شعاراتنا الاحتجاجية إلى مبادرات للتعمير والتنمية، وكثير من الثورات قامت بهدم واقع ما لكنها لم تبني مؤسسات ديمقراطية وتنمية عادلة". وحول القصاص من بنعلي قال الغنوشي:"لقد كان ظن النظام البوليسي الاستبدادي التونسي في عهد بنعلي الهارب أنه أنهى "النهضة" للأبد، لكن ظنه خاب وظهر أمام الناس كالقط المجزوع لا يدري ما يفعل" مضيفا "لو عاش مليون سنة فلا يمكن أن يرد ما اقترفه من جرائم في حق شعبه، لذلك فالقصاص هو الذي سيكون عند الواحد الديان". وأكد الغنوشي أن الثورة التونسية وغيرها من الثورات العربية لم تقم بقيادة حزب أو إيديولوجية ما، "لكن الإسلام كان وقودها فهو خزان الصمود والتضحية وكان هناك مجاهدين وشهداء أحرار ". كما وجه الغنوشي رسائل مطمئنة للنظام المغربي بخصوص موقف حزب النهضة من قضية الصحراء المغربية وقال :"لم نتقدم خطوة واحدة في مبادرة الوحدة المغاربية، لأننا لم ننجح في توحيد صفوفنا، والأنظمة التي كانت تمثلنا لم تكن ديمقراطية وكانت تمثل علينا في كثير من الأحيان، وما يسمى "البوليزاريو" أخرت وحدتنا العربية عدة سنوات ونحن عندنا مايكفي من الدول العربية حتى نعترف بدويلات جديدة، بل نحن في حاجة إلى تكاثف وتضامن حقيقي بين الدول العربية". وفي ختام هذا اللقاء رحب عبد العزيز رباح رئيس المجلس البلدي لمدينة القنيطرة بالشيخ راشد الغنوشي ، وقال أن ما يعيشه حزب العدالة والتنمية هو ثمرة من ثمرات مدرسة الغنوشي. ويذكر أن برنامج الغنوشي بالمغرب عرف عددا من اللقاءات مع قيادات إسلامية وسياسية وحزبية من مختلف التيارات، من بينها لقاؤه برئيسي مجلسي النواب والمستشارين، واستضافته في حفل عشاء بإقامة الوزير الأول عباس الفاسي ولقاء مع امحند العنصر الأمين العام لحزب الحركة الشعبية وزيارة لمقر حركة التوحيد والإصلاح ، ليختتم جولته بالكلمة التي قدمها بالقاعة المغطاة بالقنيطرة على هامش الملتقى الوطني السابع لشبيبة العادلة والتنمية المنعقد منذ 17 يوليوز ويختتم في 24 من نفس الشهر تحت شعار "الشباب يريد مغرب جديد". تنويه: قريبا سننشر فيديوهات خاصة لكلمة الشيخ راشد الغنوشي بالمناسبة في قناة أون مغاربية