في محاولة أخرى لإثارة الضجة وكسب الشهرة على حساب سمعة الإسلام والمسلمين وعبر الإساءة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم خصصت مجلة 'شارلي إبدو' الساخرة الفرنسية ملحقا خاصا استثنائيا، يتضمن سلسلة رسومات كاريكاتورية جديدة تُجسد النبي محمد صلى الله عليه وسلم وبعض الحجاج من الرجال والنساء المسلمات في بيت الله الحرام، في أوضاع مسيئة وبعيدة عن الدين الإسلامي. ونشرت المجلة ضمن هذا الملحق الخاص ل "يناير – فبراير" في عددها الأخير المُوَقَّع باسم الصحافي الفرنسي "شَاغْبْ " والمغربية "زينب الغزوي"، صورا كاريكاتورية تُبيِّن الحجاج وهم عُراة بينما النساء يضعن أيدهن فوق فروجهن قبل وضعها على الحجر الكريم "طلبا للزواج"، كما نشرت المجلة في ما وصفته (الجزأ الأول من حياة رسول)، رسما مقززا يُقدم أُمَّ النبي عليه الصلاة والسلام، في وضع تتحفظ "أون مغاربية" عن وصفه احتراما لمشاعر المسلمين. وقد قامت بكتابة مقدمة الملف الجديد الذي يُنتظر أن يثير الكثير من ردود الأفعال الغاضبة خصوصا في فرنسا وعدد من الدول الغربية، المغربية المعروفة بتزعمها لحركة "مالي" الداعية إلى الإفطار العلني في رمضان، زينب الغزوي، التي قدّمت نفسها على أنها عالمة اجتماع مهتمة بالأديان، معتبرة مقدمتها (قراءة في تاريخ الدين الإسلامي في فرنسا). وكانت ذات المجلة قامت بنشر رسومات مماثلة في الثامن من شتنبر من السنة الماضية، مما أثار ردود أفعال غاضبة من طرف المسلمين ومن بينها إقدام السلطات المغربية على منع توزيع "شارلي إيبدو" داخل المملكة في أول قرار منعٍ يصدر عن وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي. ويأتي هذا التطور المفاجئ والمستهدف للإسلام والمسلمين، في وقت تواصل فيه القوات الفرنسية حربها الضروس على المتشددين الإسلاميين في مناطق من مالي كان آخرها نهاية هذا الأسبوع على الحدود مع الجزائر وغيرها، حيث يحذر خبراء عسكريون من أن الجماعات المتشددة تمتلك أسلحة قوية متهمة الجزائر بشكل مباشر، بالوقوف وراء تسليح واحدة من أكبر هذه الجماعات في مالي.