أدانت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة -ايسيسكو - بشدة إحراق مركز أحمد بابا في مدينة تمبكتو التي سيطرت عليها القوات المالية مدعومة بقوات فرنسية، بعد معارك دامية ضد الجماعات المسلحة التي كانت تسيطر عليها. وقالت الإيسيسكو في بيان أصدرته اليوم إن هذا العمل الإجرامي الشنيع الذي أتلف ثروة علمية وحضارية ثمينة من المخطوطات والكتب التراثية يجب أن يُدان وأن يُعاقب من ارتكبه بأشد العقوبات. والمعروف أن مركز أحمد بابا التمبكتي يحتوي على مئات المخطوطات المكتوبة باللغة العربية ومنها مخطوطات نادرة لا تقدر بثمن. وكانت الإيسيسكو قد ساهمت في تزويد هذا المركز بالأجهزة الخاصة بترميم المخطوطات وحفظها، كما عقدت دورات تدريبية للعاملين في المركز على طرق ترميم المخطوطات وصيانتها وحفظها. كما يعتبر مركز أحمد بابا للتوثيق والأبحاث في تمبكتو، واحدا من 60 إلى 80 مكتبة خاصة في تمبكتو؛ من بينها «مكتبة ماما حيدارة» و«مكتبة محمود كاتي»، وتحتوي جميعها على وثائق أثرية يرجع تاريخها إلى القرن الثالث عشر الميلادي. ويحتوي المركز على أكثر من 20 ألف مخطوطة؛ بعضها كان محفوظا في سراديب تحت الأرض، فيما قام المركز حتى الآن بمعالجة أكثر من 18 ألف مخطوط، بينما كان المشرفون عليه يسعون لمعالجة أكثر من 300 ألف مخطوط موجودة في تمبكتو وضواحيها لدى العائلات الكبيرة التي تعتبر هذه المخطوطات تراثا خاصا بها وتركة من الأجداد، ويقدر الباحثون عدد المخطوطات المنتشرة في منطقة أزواد بنحو مليون مخطوط لدى العائلات البدوية المتنقلة. وكانت مهمة «مركز أحمد بابا» هي تصنيف المخطوطات التي يتم العثور عليها وحمايتها وترميمها، إضافة إلى تصويرها من أجل تشكيل مكتبة إلكترونية أكثر قدرة على البقاء والصمود، حيث تشمل هذه المخطوطات كتبا في التاريخ على غرار «اليهود في تمبكتو» و«تاريخ السودان» للمحمود قاطي، المؤلف في القرن الخامس عشر، و«تاريخ الفتاش» لعبد الرحمن السعد في القرن السابع عشر، إضافة إلى مؤلفات في الفلسفة والقانون واللاهوت واللغة والرياضيات والفقه وأصول الحكم، وكتب طبية تتحدث عن مضار التبغ ووصفات للأدوية والعلاجات، مع مؤلفات أخرى تشير إلى الحركة التجارية الكبيرة التي شهدتها المدينة في مجال بيع العبيد وتحريرهم، وأسعار الملح والتوابل والذهب والريش. الشرق الأوسط بتصرف