اتهامات بالتزوير تلاحق عملية الانتخابات في الأردن وتثير الاحتجاجات (الجزيرة نت) تجددت أعمال الشغب في عدد من مناطق الأردن اليوم الجمعة لليوم الثاني على التوالي بعد إعلان النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية، وسط اتهامات بالتزوير، وتدخل جهات رسمية في الانتخابات التي قاطعتها قوى معارضة، وخاصة الحركة الإسلامية. وعاد التوتر لمدينة معان جنوبي المملكة بعد ليلة من الموجهات العنيفة بين أنصار مرشح أعلنت خسارته بعد ثلاث ساعات من إعلان فوزه، وفقا لأنصاره، حيث أحرقت عدد من المؤسسات والدوائر الرسمية والخاصة. وفي مدينة الكرك قام أنصار مرشحين خسروا الانتخابات برشق مبنى المحافظة بالحجارة، وقال شهود عيان للجزيرة نت إن المحتجين قطعوا طريقا رئيسية تصل إلى المدينة. وحذرت السفارة الأميركية في عمّان رعاياها من أعمال عنف قد تشهدها المدن الأردنية، وقالت في بيان لها نشر على موقعها على الإنترنت إنه جرى الإبلاغ عن حوادث عنف وقعت أمس الخميس في محافظات الكرك ومعان وإربد والمفرق، ودعتهم لتجنب الوجود في مناطق الاحتجاجات. كما احتج مواطنون في مدينة الفحيص بمحافظة البلقاء على نتائج الانتخابات لليوم الثاني، بعد أن اتهم أحد المرشحين جهات -لم يسمها- بالتدخل لتزوير الانتخابات ضده، بعد جدل حول صندوق انتخابي شككت جهات حقوقية راقبت الانتخابات بمصيره. وكان محتجون أحرقوا مساء الخميس مركزا أمنيا بمنطقة الحصن في إربد، كما شهدت مناطق في المحافظة احتجاجات عنيفة أحرقت خلالها منازل في إحدى القرى احتجاجا على نتائج الانتخابات. تشكيك وتزامنت هذه الاحتجاجات مع تشكيك من جهات حقوقية ومرشحين بنتائج القوائم العامة، حيث طالب تحالفا نزاهة وراصد المحللين لرصد الانتخابات بإعادة احتساب المقاعد في القوائم الوطنية. من جهتها اتهمت قائمة "النهوض الديمقراطي" التي ضمت مرشحين عن خمسة أحزاب يسارية وقومية جهات لم تسمها بالتدخل في الانتخابات مما أفقدها حقها في التمثيل في البرلمان المقبل. وقالت القائمة في تصريح لرئيستها عبلة أبو علبة إن "معلومات أكيدة توفرت لدى قائمة النهوض الديمقراطي تتعلق بالتدخل في تغيير نتائج الانتخابات النيابية لغير صالحها في الساعات الأخيرة التي سبقت إعلان النتائج". من جهتها قالت بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات الأردنية إن إجراءات الانتخابات كانت نزيهة بشكل عام، لكنها شكت مما سمته القصور الخطير في الإطار القانوني للنظام الانتخابي. واعتبرت البعثة في تقرير لها صدر اليوم أنها رصدت عمليات استخدام للمال السياسي ومحاولات تزوير ودفع مال مقابل الأصوات، وأنها تلقت شكاوى من مراقبين محليين بعدم اتخاذ إجراءات بحق مرشحين قاموا بهذه الأفعال. وفي أول تعليق له قال الملك عبد الله الثاني إن الانتخابات تمت بنجاح، وهي تؤسس لمرحلة جديدة في تاريخ الأردن، وستشهد تشكيل الحكومات البرلمانية وتترسخ فيها الديمقراطية والتعددية والعمل الحزبي. وقال الملك خلال استقباله عددا من المراقبين الدوليين للانتخابات إن مرحلة ما بعد الانتخابات ستبدأ من مجلس النواب المقبل، ويبدأ معها نهج التكتلات النيابية والتشاور مع المجلس لاختيار رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة. وجدد العاهل الأردني التأكيد على استمرار مسار الإصلاح التدريجي الذي يستند إلى التوافق ويحترم تعددية الأفكار والتوجهات لجميع قوى ومكونات المجتمع، وهو ما يضمن تطوير وتعزيز مسيرة الإصلاح في المملكة. المصدر: الجزيرة نت