متظاهرون يشتبكون مع الشرطة في القاهرة (رويترز) اندلعت مواجهات بين قوات الأمن المصرية ومتظاهرين قرب وزارة الداخلية في قلب العاصمة القاهرة، بينما أطلقت قوات الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين أمام مبنى المجلس المحلي في مدينة الإسكندرية، وذلك في الذكرى الثانية لثورة يناير. فقد رشق عدد من المتظاهرين بالحجارة قوات الشرطة المنتشرة خلف الحاجز الأمني بشارع الشيخ ريحان قرب وزارة الداخلية فيما ردت الشرطة بإطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع. ويحاول عدد من المتظاهرين إزالة الكتل الخرسانية المقامة في الشيخ ريحان القريب من مقر وزارة الداخلية المصرية. وأفاد مراسل الجزيرة في مدينة الإسكندرية بأن المحتجين رشقوا قوات الأمن المكلفة بحماية المبنى بالحجارة. يأتي ذلك في وقت دعت فيه حركات شبابية وأحزاب معارضة إلى مظاهرات للمطالبة ب"استكمال أهداف الثورة" في الذكرى الثانية لانطلاقها، فيما أشاد الرئيس محمد مرسي بما تحقق من أهداف الثورة وتعهد باستكمال المتبقي منها. ودعت جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة إلى تظاهرات تحت شعارات عدة من بينها "لا لأخونة الدولة"، احتجاجا على سياسيات الرئيس مرسي وجماعة الإخوان المسلمين. كما قال محمد البرادعي أحد قادة الجبهة في كلمة مصورة بثها عبر حسابه على تويتر "لننزل إلى الميادين لاستكمال أهداف الثورة". وينتظر أن تخرج مسيرات بعد صلاة الجمعة من ميادين مختلفة في القاهرة صوب ميدان التحرير وقصر الرئاسة في ضاحية مصر الجديدة. كما ذكرت رموز للمعارضة بأن مظاهرات ستخرج في عدد من المحافظات الأخرى. وبدورها دعت وزارة الداخلية المصرية أمس الخميس، المتظاهرين بميدان التحرير والشوارع المحيطة بوسط القاهرة إلى عدم الاحتكاك بقوات الأمن والالتزام بسلمية التعبير عن الرأي. وناشدت الوزارة -في بيان- جميع المتظاهرين بعدم الاحتكاك بقوات الأمن ورجال الشرطة التي تهدف إلى تأمين المنشآت العامة والخاصة. وأضافت أن الأجهزة الأمنية تواصل التعامل مع التعديات التي تتعرض لها بأقصى درجات ضبط النفس. من جهتها أكدت جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة -المنبثق عنها- عدم دعوتهم للمشاركة في أي مظاهرات اليوم، موضحة التزامها بالمضي في حملتها "معا نبني مصر" التي تقدم مشروعات خدمية أبرزها: القوافل الطبية؛ وحملات التشجير؛ وتنظيف المدن والقرى. دعوة مرسي وفي سياق متصل دعا الرئيس المصري -مساء أمس- الشعب للاحتفال بالذكرى الثانية للثورة بطريقة حضارية وسلمية. وقال مرسي، في كلمة خلال الاحتفال بالمولد النبوي الشريف "أدعو الشعب المصري كله للاحتفال بالذكرى الثانية للثورة بطريقة سلمية وحضارية، ونحافظ على مؤسسات الدولة وشوارعها ومبانيها"، وتابع "ما زلنا نواجه الثورة المضادة التي تريد إجهاض ثورة 25 يناير". وعلى مدار يوم أمس، وقعت اشتباكات بين متظاهرين وقوات الأمن بالقرب من ميدان التحرير بعد أن حاول المتظاهرون إزالة جدار من الكتل الإسمنتية أقيم بالقرب من ميدان التحرير في نهاية شارع القصر العيني، وهي منطقة تقع بها مؤسسات عدة من بينها مقرات مجلسي الشعب والشورى ومجلس الوزراء، كما أنها قريبة من مقر وزارة الداخلية. وستخرج مظاهرات في أجواء متوترة كونها تأتي عشية الحكم في قضية "مذبحة بورسعيد" الذي راح ضحيتها 74 شخصا من مشجعي النادي الأهلي، عقب انتهاء مباراة فريقهم مع نادي المصري البورسعيدي في الأول من فبراير/شباط الماضي. ويهدد مشجعو الأهلي الذين يطلقون على أنفسهم "ألتراس أهلاوي" بمظاهرات عنيفة وب"ثورة جديدة" إذا لم يأت الحكم ب"القصاص" من المسؤولين عن سقوط زملائهم في إستاد بورسعيد.