قام مجموعة من شباب المبادرة المحلية للعمل الإنساني بأسفي بخطوة مكنتهم من ولوج باب المؤسسات التعليمية، من خلال توسيع أنشطتهم لتعانق الفضاءات المدرسية، وبذلك تكون هذه المبادرة وغيرها من المبادرات التي انطلقت عبر التراب المغربي، ووضعت لها موطئ قدم رقى بمثل هذه المبادرات الشبابية ذات البعد الاجتماعي والتي انطلقت من العالم الافتراضي وبأشكال منفردة عبر صفحات المواقع الاجتماعية مثل "بغيت ندفا" و"نوض تقرا" وبالتالي تحولت هذه المواقع التفاعلية الى مساحات حقيقية للتفاعل الاجتماعي بعيدا عن الصورة التقليدية لنسج علاقات افتراضية بعالم افتراضي ... المبادرة انطلقت أواخر دجنبر الماضي، بعيد احتفالات رأس السنة الميلادية، لتعيد الدفء لنساء ورجال وأطفال الشوارع بمدينة اسفي، حيث انقشعت شرارتها بمبادرات فردية، سرعان ما تلاقحت عبر صفحات الفايسبوك لتضع لها سجلا عبر التاريخ من خلال توثيق انشطتها عبر اليوتوب، ولتجد لها شبابا تجندوا لتحويل المبادرة الى فعل انساني حقيقي يستهدف المهمشين بالمدينة ممن يفترشون الارض ويتخذون السماء غطاء، الى جانب الاكياس البلاستيكية والكارطون علها تقيهم لفحات البرد القارس. لكن الحدث سرعان ما تحول الى مبادرة نسجت علاقات مع جمعيات المجتمع المدني لتعانق فضاء المؤسسات التعليمية باقليمي اسفي واليوسفية، خاصة بعض الجماعات التي تعيش الهشاشة والتهميش لسنوات وتحتضن بين ظهرانيها ساكنة امتهنت النشاط الفلاحي، كما تصل نسبة الهجرة بين ساكنتها الى مستويات قياسية في اتجاه الحواضر والمدن المغربية، فكلما لاحت بوادر قلة الأمطار لا يسعف الكثير من الآباء إلا الاتجاه نحو الحواضر المغربية الكبرى لجلب لقمة يسدون بها رمق افواه ابنائهم بالبوادي والقرى المغربية. كلمة شباب المبادرة المحلية للعمل الإنساني بأسفي شهادة وثقوها عبر صفحة الفايسبوك تبرئهم من أي اهداف سياسية او انتخابوية ضيقة، ولخصت اهدافها في إيصال البسمة الى وجوه الطبقات الاجتماعية المحرومة، خاصة بالعالم القروي، وتمثلت في توزيع ألبسة على الغير مؤمنين اجتماعيا من المشردين من جهة، ثم توزيع مجموعة من الألبسة والأحذية المستعملة لفائدة التلميذات والتلاميذ المعوزين إضافة الى حلوى "كوجاك" لكل تلميذة وتلميذ بالمؤسسات وهي رسالة رمزية تنم عن تضامنهم مع أطفال الريف المغربي في فترة البرد القارس، ولإعادة الدفء لوجوه أطفال ولو بهدايا بسيطة ورمزية.