أكد نور الدين الصايل في كلمة بمناسبة افتتاح فعاليات الدورة الرابعة للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة على ضرورة إعطاء مهرجان الأفلام الروائية والوثائقية القيمة التي يستحقونها. وتأسف الصايل على قلة الدعم الذي حظي به مهرجان السينما الوثائقية بخريبكة، داعيا إلى دعمه دعما حقيقيا يليق بما يقدمه من رهانات تنموية مختلفة. وكشف القناع عن أن الأفلام الوثائقية ستحظى بدء من السنة المقبلة بنفس الدعم الذي يخصصه صندوق الدعم السينمائي الذي يخصصه المركز للإنتاج الوطنية التي تصل إلى ما بين 20 و 25 فيلما طويلا، واثنين وثائقيين وذلك بطريقة شرعية وقانونية. وأوضح بالمناسبة أن المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي خلال دورته المقبلة، سوف يحضى بدعم مضاعف، وذلك في إطار السياسة الجديدة للمركز السينمائي المغربي في دعم المهرجانات السينمائية الوطنية الجادة. من جانبه أثنى الناصري على كل الجهات التي مدت يد العون والمساعدة للمهرجان في دورته الحالية والسابقة، مؤكدا أن ما جاء في كلمة الصايل بمثابة ضخ الأكسجين للمهرجان، الذي كان يحس دائما بالخوف من المستقبل بخصوص استمراره أو عدمه. وأوضح أن المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي يعد احد جسور الحوار والتواصل مع الآخر، في أفق ترسيخ قيم المحبة، ونبذ العنف والتطرف، ومحاربة كل أشكال الإقصاء والتهميش والارتقاء بالثقافة الإنسانية والعالمية إلى مستويات عالية. كما شدد علي قيمة المشاركين وضيوف المهرجان وعلى فقرات الدورة، مما يعكس بكل صدق وشفافية رهانات جمعية المهرجان من اجل تطوير كل دورة على حدة، وجعل المهرجان بوابة للتواصل العالمي، وترسيخ مبادئ المحبة والتعايش والجمال والتسامح في مدينة خريبكة عاصمة الفوسفاط وقلعة السينما بامتياز. مشددا على عنصر الحرية في تنظيم المهرجان دون تدخل أي احد، حيث قال في هذا الصدد" أن الحرية مضمونة، من اجل تقاسم قيم الفكر الهادف والممارسة السينمائية والواعية والمسؤولة". جدير بالذكر انه انطلقت ليلة الاربعاء 29 اغسطس الجاري فعاليات الدورة الرابعة للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي، بتكريم عدد من الوجوه السينمائية المغربية والعالمية، تقديرا لجهودها الكبيرة في نشر الثقافة السينمائية الجميلة بكل ما تحمله من أطياف الفنون الساحرة والإبداع المتجددة. ومن المكرمين في افتتاح الدورة، التي تقام بدعم من المركز السينمائي المغربي، و مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، وعمالة إقليمخريبكة والجزيرة الوثائقية، وبتعاون مع الجماعة الحضرية، مدير المركز السينمائي المغربي نور الدين الصايل، والمخرج التركي اتيكان حليمي الذي قدم في حقه المخرج المغربي المبدع عز العرب العلوي شهادة مهمة لامت مسيرته السينمائية المتميزة. كما شهدت الفعاليات التي تحضرها تركيا كضيف شرف، ومشاركة 12 فيلما من بلدان عربية وأجنبية، تكريم كل من رئيس المسابقة الرسمية للمهرجان الكويتي الدكتور عبد الله جودة، حيث قدمت في حقه القطرية روان الضامن شهادة قيمة، اعتبرها المحتفى به شهادة مؤثرة للغاية. فضلا عن تكريم الراحل حميد بايزو، وذلك بحضور ابنه سامي، الذي خصه نور الصايل بشهادة مؤثرة في حق والده الفنان، الذي ابهر العديد من المخرجين العالميين وبخاصة منهم الفرنسيين بإبداعاته المتميزة في مجال ضبط ميزان ألوان الأفلام كمادة خام. كما تم بالمناسبة تقديم لجنتي تحكيم المسابقة الرسمية ونقد الفيلم الوثائقي، إضافة إلى عرض الفيلم الأول من المسابقة الرسمية وهو"مرمرة تحت النيران" لمخرجه التركي دفيد سيكارا، إضافة إلى تقديم فيلم" تاريخ مقاومة وكفاح امرأة" لمخرجه عبد العزيز العطار بساحة المجاهدين ضمن أفلام بانوراما المهرجان خارج المسابقة الرسمية. ويرأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية الكويتي الدكتور جودة عبد الله وهو خبير إعلامي ومؤسس للعديد من القنوات لجنة تحكيم المسابقة الرسمية ، وتضم في عضويتها القطرية روان الضامن، وهي منتجة ومخرجة برامج في قناة الجزيرة الإخبارية ، والمخرج التركي حيلمي ايتكان، والمخرج الفلسطيني فايق جرادة، والمغربي الدكتور عبد الله أبو عوضة أستاذ بجامعة عبد المالك السعدي منسق عام للجمعية المغربية للدراسات الإعلامية والأفلام الوثائقية. اما الثانية فهي لجنة التحكيم النقدية التي ستمنح جائزة النقد وجائزة أحسن مخرج هاوي، وتتكون المغربين مصطفى الطالب وعبد الله الشيخ، والناقدة والإعلامية الجزائرية صابرينة سالم. وتقام بالمناسبة التي سيتم فيها تكريم الفنان العربي مارسيل خليفة، عقد ندوة فكرية حول موضوع "صورة فلسطين في الفيلم الوثائقي"، فضلا عن عرض عدة أفلام خارج المسابقة منها "أسير الألم" لمخرجه بوشعيب المسعودي و"ناجي العلي في حضن حنظلة" من إخراج فايق جرادة وكتابة الحبيب ناصري. كما ستشهد الفعاليات التي تستمر حتى السبت المقبل أنشطة وفقرات خصبة ومتنوعة موازية، منها تنظيم أمسية شعرية، يحييها عدة شعراء منهم المصطفى الصوفي وعبد المجيد تومرت، وحسن عبيدو، وخديجة فناني وفاطمة يهدى، والحبيب الناصري، وإسماعيل زيوريق، واحمد سالمي، وروان الضامن ومعرض للفنون التشكيلية بالمركب الثقافي من توقيع الفنان عبد الرحين نويسة.