ينتظر أن تلتقي وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون اليوم الأحد 15 يوليوز الجاري في القاهرة رئيس المجلس العسكري المشير حسين طنطاوي، وذلك غداة لقاء جمعها بالرئيس محمد مرسي أعلنت بعده دعم بلادها للتحول الديمقراطي في مصر, ورغبتها في عودة الجيش المصري إلى دوره في حماية الأمن القومي. وتأتي زيارة كلينتون لمصر في ظل أزمة سياسية بين القوى الثورية ومرسي من جهة والمجلس العسكري من جهة أخرى، بسبب إصدار إعلان دستوري مكمل يوصف بأنه مقيد لصلاحيات الرئيس وحل البرلمان. وكانت الوزيرة الأميركية قد قالت أمس في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرها المصري محمد كامل عمرو إن القضايا الخاصة بالبرلمان المنحل والدستور يجب حلها بين المصريين, وأضافت أنها تتطلع إلى بحث هذه القضايا مع طنطاوي اليوم. الانتقال الديمقراطي وأثنت هيلاري كلينتون أمس على دور المجلس العسكري أثناء المرحلة الانتقالية, وقالت إن بلادها تؤيد الانتقال الكامل إلى الحكم المدني بكل ما يستتبع ذلك. وتحدثت في هذا السياق عن العمل على دعم عودة الجيش إلى دوره في حماية الأمن القومي, في إشارة على ما يبدو إلى ضرورة ابتعاده عن الحياة السياسية. وكان مسؤولون أميركيون قالوا قبيل وصول الوزيرة إلى القاهرة إنها ستحث القادة السياسيين والعسكريين المصريين على العمل معا لاستكمال التحول نحو الديمقراطية. وقالوا أيضا إنها ستحث الرئيس مرسي والمشير طنطاوي والمجتمع المدني على التحاور حول قضايا كالبرلمان والدستور, وتجنب أي نوع من المواجهات التي قد تؤدي إلى خروج التحول الديمقراطي عن مساره. وكان مراسل الجزيرة في القاهرة نقل عن محللين قولهم إن زيارة كلينتون للرئيس مرسي الذي كان مرشحا لحزب منبثق عن جماعة الإخوان المسلمين (حزب الحرية والعدالة) قد تفسر على أنها إقرار ضمني بشرعية "الإسلام السياسي" ودعم لموقف الرئيس في مواجهة معارضيه. تعاون أكبر وقالت وزيرة الخارجية الأميركية إنها بحثت أمس مع الرئيس المصري تعزيز العلاقات بين القاهرةوواشنطن سواء على الصعيد الثنائي أو من خلال المؤسسات والهيئات الدولية والجهات المانحة. وأعلنت في هذا السياق أن بلادها ستساعد مصر لدعم الاستقرار الاقتصادي، مشيرة إلى استعداد واشنطن لتقديم 250 مليون دولار كضمانات قروض لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة في مصر، إلى جانب دعم صندوق للأعمال أميركي مصري بستين مليون دولار كمبلغ أولي. وأشارت أيضا إلى أن وفدا كبيرا من رجال الأعمال الأميركيين سيزور مصر مطلع سبتمبر/أيلول المقبل لاستكشاف فرص الاستثمار والتجارة فيها. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما تعهد في مايو/أيار الماضي بإسقاط نحو مليار دولار من الديون المصرية المستحقة للولايات المتحدة. وأثنت الوزيرة الأميركية على تعهد مرسي بأن يكون رئيسا لجميع المصريين وبالحفاظ على جميع المكتسبات، مشيرة إلى أن المصريين فقط هم الذين يحلون مشاكلهم. وقالت إنها تحدثت إلى مرسي عن دور مصر كدولة قيادية في المنطقة وضرورة احترام المعاهدات الدولية في المنطقة، في إشارة إلى معاهدة السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل، مضيفة "لم نقم بأي جهود أو خطوات لعقد لقاءات بين الرئيس المصري والمسؤولين الإسرائيليين". وعقّب وزير الخارجية المصري بأن مرسي أعلن مرارا أن مصر تحترم جميع التعهدات والاتفاقيات التي دخلت فيها طواعية طالما أن الطرف الآخر يحترمها. احتجاج وقد تظاهر المئات أمس أمام مقر الرئاسة المصرية بمصر الجديدة للتنديد بزيارة كلينتون، ورددوا شعارات تفاوتت بين التنديد بالسياسة الأميركية تجاه مصر ومهاجمة جماعة الإخوان المسلمين. وجرى الاحتجاج الذي شاركت فيه بعض القوى السياسية وسط طوق فرضته قوات الأمن المركزي.