ارتفع عدد القتلى الذين سقطوا في القصف الذي يشنه الجيش السوري النظامي منذ ساعات الفجر الأولى اليوم الاربعاء 8 فبراير الجاري على مدينة حمص إلى أكثر من خمسين وفقا لما أكده المرصد السوري لحقوق الإنسان للجزيرة، كما اقتحمت دبابات أطراف حي الإنشاءات بالمدينة، فيما يشهد الوضع الإنساني بالعديد من المدن والأحياء السكانية المستهدفة تدهورا شديدا. وكان ناشطون قد أكدوا في وقت سابق أن من بين القتلى الذين سقطوا في حمص منذ الصباح 18 طفلا من الخدج، فيما سقط وأصيب عشرات آخرون في عدة مدن وأحياء تتعرض منذ الصباح لقصف الجيش السوري، ووفقا للنشطاء فإن الجيش يستخدم أسلحة ثقيلة في قصفه الأحياء السكنية. وفي تطور آخر قال الناشطون إن دبابات اقتحمت أطراف حي الإنشاءات بمدينة حمص، فيما تواصل القصف خلال الليل على أحياء بالزبداني ومضايا في ريف دمشق. ويأتي استمرار القصف بعد يوم دموي سقط فيه 35 شخصا بنيران الأمن والجيش النظاميين معظمهم في حمص إضافة إلى إدلب ودرعا. وضع مزر على صعيد الوضع الإنساني وصف ناشطون الوضع بحي الخالدية بمدينة حمص -الذي قتل 14 من سكانه بقصف أمس- بالمزري، حيث يعيش السكان بدون كهرباء وماء ووقود، بينما يستهدف القناصة أي شيء يتحرك بالمنطقة. كما أكدت الهيئة العامة للثورة السورية أن الوضع الميداني والإنساني بحي بابا عمرو في تدهور مستمر، حيث لا تزال راجمات الصواريخ والدبابات وقاذفات الهاون تحاصر الحي بعدما أمطرته بما لا يقل عن 500 قذيفة لم تفرق في قصفها بين المنازل وأماكن التظاهر والمساجد. وقالت الهيئة إن قوات الرئيس بشار الأسد قصفت مسجد الأنوار بأكثر من عشر قذائف، مما أدى إلى دمار أجزاء كبيرة منه وتضررت المنازل المحيطة، وسط صعوبة الوضع الإنساني بسبب النقص الحاد في الدواء والغذاء. ووفق الهيئة فإنها أحصت أكثر من مائتي جريح -أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن- إثر تعمد الجيش قصف المنازل، مما خلّف جرحى كثيرين، منهم من أصيب بعاهات مستديمة كفقدان أحد الأطراف أو إحدى العينين، إضافة إلى وجود حالات حرجة دون القدرة على إسعافهم. ن جهة ثانية وفي تطور لافت، نظمت مظاهرة في قلب العاصمة دمشق قرب وكالة "سانا" الرسمية للأنباء، وعلى بعد أمتار من القيادة القومية ل حزب البعث، وأغلق المتظاهرون مدخل منطقة "زقاق الجن" بالإطارات المشتعلة. ووصفت الجهة المنظمة المظاهرة بأنها "رد صارخ وسريع" على المسيرة المؤيدة التي أخرج بها النظام موظفي الدولة وطلاب المدارس، ورفض لزيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى سوريا، وموقف روسيا والصين الداعم لنظام الأسد. كما سارت مظاهرة مسائية في منطقة مشروع دمر -من أرقى مناطق دمشق- نصرة لدمّر البلد التي تتعرّض لحملة أمنية، وذلك رغم تواجد الجيش والأمن بكثافة في المنطقة. وبث ناشطون شريطا مصورا على شبكة الإنترنت يظهر أحد عناصر الأمن السوري وهو يجبر موظفة على الصعود في حافلة والمشاركة في مسيرة استقبال وزير الخارجية الروسي بدمشق. رواية النظام في المقابل نفت السلطات السورية إطلاقها النار على المنازل، وقالت إن صور الجثث المنتشرة على الإنترنت مختلقة. وأوردت وسائل إعلام حكومية أن "مجموعات إرهابية مسلحة" تطلق قذائف الهاون في حمص وتضرم النار في الإطارات وتفجر المباني الخالية لإعطاء الانطباع بأن المدينة تتعرض لهجوم من القوات الحكومية. وفي السياق ذاته نقل التلفزيون السوري عن مسؤول بوزارة الداخلية قوله إن ستة من أفراد الأمن قتلوا في معارك لقي فيها عشرات من "الإرهابيين" مصرعهم. وعرض التلفزيون مقابلات مختصرة مع سوريين يحثون الحكومة على "الضرب بيد من حديد" في حمص. المجلس الأعلى وعلى صعيد مواز، أعلن منشقون عن الجيش السوري تشكيلهم "المجلس العسكري الثوري الأعلى" ليحل محل الجيش السوري الحر، وأوضح المجلس في بيان له أن قائده هو العميد الركن مصطفى أحمد الشيخ، وهي أعلى رتبة لضابط ينشق عن الجيش. وأضاف البيان أنه تم الاتفاق على تشكيل المجلس "تمهيدا لإعلان النفير العام لتحرير سوريا من هذه العصابة الحاكمة".