احتشد عشرات الآلاف من المصريين اليوم الجمعة 26 يناير الجاري في ميدان التحرير بقلب القاهرة للمشاركة في "جمعة العزة والكرامة" التي دعت إليها بعض القوى والحركات السياسية. ويطالب المتظاهرون بالتعجيل في تسليم المجلس العسكري السلطة إلى مدنيين ومحاكمة أركان النظام السابق وتطهير مؤسسات الدولة. ومن المقرر أن يستقبل ميدان التحرير مسيرات تنطلق بعد صلاة الجمعة من المساجد التي خرجت منها مسيرات الثامن والعشرين من يناير/ كانون الثاني العام الماضي، وهو اليوم المعروف بجمعة الغضب وسقط خلاله معظم ضحايا الثورة المصرية. واكتظ الميدان بأكثر من مائتي ألف انتشروا بمختلف أرجاء الميدان، وأقاموا أربع منصات كبيرة وُضعت فوقها مكبرات صوت، ورفعوا عشرات اللافتات بمحيط الميدان وداخله حملت مطالب المتظاهرين. وردَّد المتظاهرون هتافات "يسقط يسقط حُكم العسكر" و"قول ما تخافشي.. المجلس لازم يمشي" في إشارة إلى المجلس العسكري، و"ثورة ثورة حتى النصر.. ثورة في كل شوارع مصر". وتجتمع أغلبية القوى السياسية والثورية المشاركة في مليونية اليوم حول عدد من المطالب، أهمها القصاص للشهداء ابتداء من أحداث 25 يناير وانتهاء بأحداث مجلس الوزراء، وإجراء محاكمات سريعة للرئيس المخلوع حسني مبارك وأعوانه، والتركيز على دورهم في إفساد الحياة السياسية، ووقف المحاكمات العسكرية للمدنيين، والإفراج عن جميع المعتقلين وتكريم أهالي الشهداء والمصابين الثورة. وواصل أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين الاعتصام داخل الميدان منذ يوم 25 يناير مع عدد من الائتلافات والقوى الثورية وأتباع التيار السلفي وقوى يسارية واشتراكية. دعوات للحشد وكانت خمسون حزبًا وحركة وائتلافًا سياسيا قد أعلنت في بيان مشترك صدر أمس الخميس المشاركة في جمعة الغضب الثانية اليوم. ودعت الأحزاب والقوى مختلف أطياف الشعب وقواه السياسية والفكرية إلى الخروج في مسيرات تصل إلى ميدان التحرير للمطالبة بتحقيق مطالب الثورة والاعتصام بالميدان حتى يتم تنفيذ تلك المطالب. كما دعت حركة شباب 6 أبريل المواطنين إلى التظاهر اليوم وانطلاق المسيرات من نفس الأماكن التي خرجت منها مسيرات جمعة الغضب الأولى وذلك لتأكيد مطلب تسليم السلطة. وقالت عضو المكتب السياسي للحركة إنجي حمدي إن الحركة شاركت باعتصام رمزي، وأكدت استمرار وسائل الضغط في الشارع والمسيرات والمؤتمرات الشعبية واستمرار حملة "كاذبون" واستمرار وسائل الضغط المختلفة من أجل تسليم السلطة للمدنيين في أسرع وقت. وأضافت في رسالة موجهة للمجلس العسكري "أتمنى حينما رأيتم هذه الأعداد من المصريين أن تتأكدوا أن الثورة مستمرة وعليكم الإسراع بالعودة إلى ثكناتكم وتسليم السلطة".