"لا تبذّر الوقت لأنه المادة التي تُصنع منها الحياة"... عبارة قالها الأديب الإنكليزي الشهير ويليام شكسبير تظهر أهمية الوقت في الحياة وضرورة توظيفه بالشكل الأفضل. ولعل المرأة تضطر لبذل جهد مضاعف في مجال حسن توظيف الوقت! فهي تتأثّر بنوعية المجتمع الذي تعيش فيه والتقاليد التي تحكم بعض الأفكار والقيم. ومّما لا شك فيه أنّ نجاح أي مؤسّسة في المجتمع يرتبط بكيفية إدارتها للوقت في مختلف نواحي الحياة الإقتصادية والسياسية والإنسانية. دراسات وأبحاث هنا يبرز دور المرأة العاملة بالتحديد. لقد كشفت دراسة نشرتها صحيفة «دايلي إكسبريس» أنّ الأمهات البريطانيات العاملات لا يحصلن سوى على ساعة واحدة فقط في اليوم لأنفسهنّ. ووجدت الدراسة أنّ الأمهات العاملات يمارسن في منازلهن وظيفة بدوام كامل لمدة 8 ساعات يومياً. وأشارت الدراسة أيضاً إلى أنّ 68% من الأمهات العاملات أكّدن بأنهنّ يؤدين كل الأعمال المنزلية من دون مساعدة الزوج، ويعملن 13 ساعة و30 دقيقة في اليوم، بما فيها ساعات العمل. الواقع المر عربياً، ورغم كل ما يحتويه العمل من تعب جسدي ونفسي، أصبح وعي المرأة لضرورة العمل خارج المنزل من الضروريات التي تعزّز وجودها في المجتمع. أمرٌ أثار خوف بعض رجال المجتمع الشرقي سيما أنّ المرأة تمكنت من التمتع باستقلالية إقتصادية فازدادت ثقتها بنفسها. لكن هذه الإستقلالية تواجه دوماً صعوبات ضخمة أهمّها عدم عمل المرأة خارج حدود أسرتها في بعض المجتمعات رغم نجاحاتها المتتالية في ممارسة مهنتها وتحقيق بعض أهدافها. من هذا المنطلق يتجه العديد من الفتيات المقبلات على الزواج إلى اشتراط وجوب البقاء في عملهنّ حتى بعد الإرتباط والإنجاب وإلا يمتنعن عن الزواج. التوفيق لا بدّ منه التوفيق بين الأمرين ممكن لكنّه يتحقق دوماً على حساب المرأة، لأن معظم الرجال غير مستعدين لتحمّل مسؤولية القيام ببعض الواجبات المنزلية رغم ما أثبتته التجارب عن قدرة الرجل على رعاية أطفاله إذا أراد ذلك. لكن الأكيد أنّ الأسر في البلاد العربية لا تزال الأكثر استقراراً وتشكل البنية الرئيسية للمجتمع الشرقي بما أنّه مجتمع جماعي لا يغلب عليه الطابع الفردي المتواجد في المجتمعات الغربية. --------------------- ** المصدر: أنا زهرة