يعتبر مرض فقر الدم من الأمراض المنتشرة في العالم، ويعاني منه 1.26 مليار شخص في العالم، حسب آخر الإحصائيات لمنظمة الصحة العالمية، وهو ما يمثل نسبة 24.8 في المائة من سكان العالم. ومرض فقر الدم هو الحالة التي يفتقر فيها جسم المريض لما يكفي من خلايا الدم الحمراء الصحية لحمل الأكسجين الكافي إلى أنسجة الجسم، ويعرف على أنه هبوط في واحد أو أكثر من القياسات المتعلقة بكريات الدم الحمراء. وحسب الأخصائيين فإن فقر الدم له أعراض متعددة ومنها الشعور بالضعف أو الإرهاق أو التعب العام، وصعوبة التركيز والإحساس بالدوخة، والأرق وحصول تشنجات في الساق،و يعاني المريض من ضيق في التنفس وصداع، الشعور بارتفاع في حرارة الجسم، وعدم القدرة على تحمل الجو الحار، واشتهاء أكل أشياء أخرى غير الطّعام، مثل: التراب، والشّمع، والعشب، والورق، والجليد، وغيرها من الأعراض. ويعتبر المغرب من بين البلدان التي ينتشر فيها هذا المرض، ومن بين أخطر أنواع مرض فقر الدم انتشارا مرض "التلاسيميا" الذي ينتقل إلى الأبناء عن طريق الوراثة. وأشارت إحصائيات لوزارة الصحة أن من بين اثنين إلى ثلاثة أفراد في عدد من العائلات المغربية يحملون هذا المرض مما يؤدي إلى مشاكل اجتماعية واقتصادية. ويقدر الأخصائيون المغاربة عدد المصابين بهذا المرض في المغرب ب3500 حالة، وهو المرض الذي لا يشفع للكثيرين وخاصة الأطفال المصابين في تجاوز عقدهم الأول، فيما تفيد معطيات منظمة الصحة العالمية إلى أن المغرب يضم 5 بالمائة من المرضى حاملي الجينات المسؤولة عن الإصابة ب"التلاسيميا". وفي هذا الصدد أكدت الطبيبة والأخصائية في التغذية أسماء زريول لموقع "نون بريس" أن مرض فقر الدم يرتبط أساسا بالنظام الغذائي للإنسان، وينتح عن النقص في إمداد الجسم بالأغذية التي تحتوي على الحديد، كاللحوم الحمراء والقطاني وغيرها، وكذلك سوء الامتصاص لدى الإنسان. وأضافت أن أعراض فقر الدم متعددة منها التعب، وتساقط الشعر و التعب على أقل مجهود وغير ذلك، ولكشف المرض ينبغي على الإنسان أن يقوم بالتحاليل المخبرية نظرا لتعدد أنواعه. وأشارت زريول أن مرض فقر الدم من الأمراض المنتشرة بالمغرب بشكل كبير، مشيرة أنه يحاول التحسيس بخطورته وعلاجه، ويساهم في نشر الدواء الذي يحتوي على الحديد للنساء الحوامل والاطفال بالمستشفيات.