لاحظ متتبعو كرة القدم الوطنية، وعشاق دوري اتصالات المغرب، بأن الأندية التي يواجهها الرجاء الرياضي سواء بملعبه او عندما يحل صيفا عليها، تعود للخلف كثيرا من أجل غلق المساحات في وجه لاعبي النسور الخضر وعدم السماح لهم بنقل الكرات بالقرب من مربع العمليات معتمدين في ذلك على الكثافة العددية اذ تلعب هذه الاندية بجدارين دفاعيين مما يصعب الامور على هجوم الفريق الاخضر سيما ان الهجوم يكون معزولا عن وسط الملعب ويجد المدرب غاريدو، الصعوبة في الربط بينهما ما يستوجب منه خلق المساحات في الخلف والسيطرة جيدا على الكرة والتمرير الدقيق واهم شيء هو اللعب بدون كرة وعدم الاستسلام للرقابة الدفاعية، وان اراد الرجاء تطبيق ذلك يحتاج الى ان يكون في قمة جاهزيته البدنية والذهنية ومرونة تكتيكية . ويواجه الرجاء بقيادة غاريدو، ما كان يعيشه فريق افس برشلونة برشلونة تحث قيادة الاسباني بيب غوارديولا، اذ كانت الاندية المنافسة للعملاق الكتلاني بدورها تقبع في الدفاع وتعتمد على الهجمات المعاكسة، ومن بين من طبق خطة ( الباص) بشكل جيد امام بيب يبقى البرتغالي جوزي مورينهو، الذي حاول منع هجوم البارسا من ايجاد الحلول والتسجيل، وهو من اعطى الشيفرة لمدربي الاندية الاخرى، ولكن عاد بيب غورديولا مجددا لفك الشيفرة وهو منافس لبرشلونة وبدون ان يعود للخلف اذ ضغط بشكل كبير على البارسا في منطقته وحاول اجبار الدفاع على ارتكاب الاخطاء في التمرير، وهذا التكتيك اخطر من الاول ولا تستطيع الاندية المغربية تطبيقه امام الرجاء وستفضل الركون للدفاع وانتظار النسور الخضر بمنطقتها، واشبال غاريدو يستحوذون ويسيطرون على الكرة ويلعبون في نصف ملعب الفريق المنافس ولكن رغم كل تلك السيطرة فان بعض المباريات تنتهي بدون تسجيل الاهداف. ومن خلال متابعتي للبارسا ايام بيب، فقد شاهدت المشاكل التي كان الفريق يعاني منها في بعض المباريات هجوميا سيما امام الاندية التي تملك خط دفاعي قوي ومتماسك ولا يرتكب الاخطاء وامامه وسط دفاعي قوي بلاعبي ارتكاز يجيدون افتكاك الكرات، وهو ما يعاني منه الرجاء الذي عليه ان يجد الحلول للتعامل مع هذه الخطط الدفاعية الصارمة التي يعتمد عليها المنافسين، وعلى فريق الرجاء اولا ان يستغل اي فرصة اتيحت لمهاجميه فالتسجيل من انصاف الفرص مهم جدا، لانه كلما مر الوقت بدون تسجيلهم كلما ازداد المنافس شراسة بينما يدخل الشك نفوس مهاجمي الخضر ويصبحون اكثر ارتباكا واقل تركيزا امام المرمى. يجب على الرجاء الرياضي امام هذه الاندية التي تلعب بهذا التكتيك ان يشرك الدفاع والحارس في بناء الهجمات باعادة الكرة الى الخلف من اجل استدراج لاعبي الاندية المنافسة واجبارها على التقدم للامام من اجل خطف الكرة وهو ما سيساعدهم على ايجاد بعض المساحات في الوسط والاطراف، يجب على الرجاء ومدربه ان يوظف اللاعبين بشكل سليم فوق ارضية الملعب الانتشار الجيد وحسن التمركز له دور كبير في خلخلة دفاع مثل هذه الاندية، المساحات هي الاهم ومن ستصنع الفارق عليهم فتح الملعب والاعتماد على الاطراف ومهاجمي الاجنحة ومن يجيدون منهم المراوغة والاحتفاظ بالكرة، كما يجب عليهم الاعتماد على تكتيك التسديد من بعيد لان الاختراق من العمق صعب جدا خصوصا امام اندية الدوري المغربي التي تتكدس في الخلف وسوء ارضية بعض الملاعب التي لا تساعد في تمرير الكرات البينية والارضية وبناء اللعب بالارض وليس التمريرات الطويلة. تحرك الاجنحة صوب الاطراف سيفيد مهاجم راس الحربة في ايجاد المساحة للتحرك بين المدافعين وفي العمق، ويبقى الحل في طريقة بناء الهجمة هل تمرير الكرات العرضية وهنا يحتاج الرجاء الى مهاجم يجيد التسجيل بالراس والتمركز او التمرير ارضيا من اجل اختراق الدفاع وهذه من ابرز نقاط القوة في الرجاء واجنحته تستطيع المراوغة والتمرير دون فقدان الكرة والاعتماد على المهارات الفردية مهم لاصطياد ركلات الجزاء وضربات الاخطاء على مشارف المربع، على الفريق الاخضر ان يستغل الكرات الثابتة والركنيات للتسجيل، اذ ان مشكلة الفريق الاخضر ستكون في تسجيل الهدف الاول من بعدها الخصم سيكون مجبرا على الخروج من قوقعته والهجوم وسيجد الفريق الرجاوي ضالته باستغلال تلك المساحات التي ستصبح في الخلف. لهذا فاهم شيء يجب ان يتفوق عليه النسور الخضر هو مشكل الوقت والوصول الى الشباك في وقت سريع هنا نلاحظ ان عليهم الضغط بكثافة منذ بداية المباراة دون اغفال الواجبات الدفاعية، ان اتى الهدف الاول في وقت مبكر فان ذلك سيفيد اللاعبين ذهنيا ونفسيا ويساعدهم على تطبيق اوامر المدرب التكتيكية كما يجب، ان مرت الدقائق والرجاء لازال متعادلا سنلاحظ ان الضغط سينتقل الى الفريق الاخضر اذ سيظهر على لاعبيه التسرع وعدم التركيز امام الشباك وتضييع الفرص السانحة للتهديف هذا ان وصل الى مربع العمليات، لان المنافس سيصبح اكثر شراسة دفاعية وكلما وصلت الكرة الى المدافعين سيحاولون ابعادها من منطقتهم، وستزداد الامور صعوبة لو استقبل النسور الخضر الهدف. ان قمنا باستثناء بعض الاندية، فان اي فريق سيواجه الرجاء سيعود للخلف من اجل خطف نقطة التعادل واللعب على الهجمات المرتدة، وسيعتبر التعادل لديها ايجابيا، بينما الرجاء مطالب بالفوز اداء ونتيجة فلا النتيجة لوحدها ستعجب انصاره ولا الاداء بدون نتائج وهذه تذكرني في انصار البارسا والفريق الكتلاني، وسنلاحظ رغم فارق الامكانيات بين الدوريين طبعا، ان المشاكل التي كان يعاني منها برشلونة بيب غورديولا هي ذات المشاكل التي ستواجه النسور الخضر وهو ما يحصل امام ريال مدريد هذا الموسم وحدث امام فالنسيا وليفانتي.