أثار غياب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، عن اجتماع الأمانة العامة المنعقد يوم الثلاثاء 9 ماي 2017، برئاسة سليمان العمراني نائب الأمين العام، العديد من التساؤلات. وفي هذا الصدد، قال بلال التليدي، المحلل السياسي في تصريح ل"نون بريس"، إنه لا يمكن أن تنعقد الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية بدون التشاور مع عبد الإله بنكيران، مستطردا "هذا إن لم أقل أن بنكيران كان صاحب الرأي وهو الذي حفز على عقد لقاء الأمانة العامة" وذلك لاحتواء ما يمكن احتواؤه وفي نفس الوقت لترتيب المتعين من الخطوات في مسار الحزب. وعن السياق الذي عقدت فيه الأمانة العامة اجتماعها، أضاف التليدي، أن ذلك طبيعي، "لأن هذه المرحلة دقيقة وقبلها كانت المرحلة صعبة؛وهي مرحلة تدبير ما بعد إعفاء بنكيران وتشكيل الحكومة"، موضحا أن "هذه المحطة أثارت جملة تقييمات مختلفة داخل الحزب ووصل الخلاف في التقدير إلى مستويات معينة فكان لابد من أن يتم احتواء هذا الاختلاف بالبحث عن آلية لتدبيره". وأشار المتحدث ذاته، إلى أن الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية؛ اجتمعت أولا من أجل تداول وجهات مختلفة في التقدير، وأن تجتهد في البحث عن صياغة يمكن بها أن تدبر هذه المرحلة. مردفا "أنه لم يكن للأمانة من خيار سوى الاتفاق أولا على أن المرحلة هي مرحلة صعبة وبأن التقييم فيه اختلاف داخل الحزب؛بمعنى لايمكن أن نفرض وجهة نظر واحدة، والتي تحاول أن تبرر ما حصل أو تحاول أن تخون ما حصل". وشدد القيادي في حزب "البيجيدي"، على الحاجة إلى حوار داخلي هادئ من خلال مؤسسات الحزب، لأن هذه المرحلة بحسبه؛ تقتضي جوابا مختلفا عن الجواب الي أنتجه حزب العدالة والتنمية بعد 2011؛ أي الحاجة إلى أطروحة جديدة تجيب على أسئلة المرحلة غير الأطروحة السابقة. وتساءل التليدي ما إذا كان الحزب سيظل في موقع المساندة المطلقة والتماهي مع الحكومة أم سيقدم جوابا لنوع من التمايز على المستوى التظيمي وأيضا على مستوى الخيار؟ وهي الأسئلة التي تتطلب حوارا داخليا يُترجم بعقد الأمانة العامة اجتماعا، مشيرا إلى إمكانية انعقاد المجلس الوطني" بعد أن تكون الأمانة العامة قد قطعت أشواطا في الحوار بين أعضائها". يضيف المتحدث ذاته. وكانت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، أصدرت بلاغا بعد عقد اجتماعها يوم الثلاثاء، برئاسة سليمان العمراني نائب الأمين العام، وقالت فيه إن الاجتماع تم بموافقة عبد الإله ابن كيران الذي يوجد بالديار المقدسة لأداء العمرة. وكشفت أمانة البيجيدي أنه بعد التداول، خلص الاجتماع إلى التأكيد على تقديرها للنقاش العمومي الذي عرفته المرحلة بشأن تشكيل الحكومة وموقع حزب العدالة والتنمية فيها وما رافق هذا النقاش من تقييمات مختلفة، والذي يعكس المكانة المحورية للحزب في المجتمع المغربي، والأمل المعقود على دوره إلى جانب القوى الوطنية الساعية إلى تعزيز البناء الديمقراطي في بلدنا. إلى جانب الحرص الكبير لأعضاء الأمانة العامة على تجاوز تداعيات المرحلة والأسئلة التي طرحتها من خلال الحوار الحر والبنَّاء والهادف والمسؤول داخل هيئات الحزب، وتأكيدهم على ضرورة امتلاك قراءة جماعية هادئة للمرحلة وبلورة رؤية مستقبلية لمواجهة استحقاقاتها وتحدياتها مواصلة لخدمة المصالح العليا للوطن والاستجابة لانتظارات وتطلعات المواطنين.