طالب عشريني من والديه بتمكينه من مبالغ مالية قصد معانقة حلم الهجرة السرية والتوجه إلى ألمانيا، والتي صارت القبلة المفضلة لدى الشباب الحالم بالهجرة، وذلك لسهولة الاندماج مع الهاربين من جحيم بشار نحو "الإلدورادو" الأوروبي، غير أن والديه عاكسا رغبته تلك، مخافة هلاك فلذة كبدهما غرقا، فأعمته نوازع الشر والانتقام، وأقدم على إضرام النار في شقتهما. ووفق بعض المصادر، فقد تم إخطار الشرطة القضائية بالحريق الذي شب في شقة سكنية بإقامة غير بعيد عن مقر عمالة مولاي رشيد بالبيضاء، فانتقلت فرقة منها مدعومة بعناصر من مسرح الجريمة وكذا مصالح الوقاية المدنية ورجال المطافئ الذين نجحوا في السيطرة على الحريق وإخماد نيرانه المشتعلة، والتي خلفت خسائر مادية جسيمة. وبعد التحري، تمكنت الشرطة إيقاف الجاني، والذي لم يكن سوى نجل صاحب الشقة، وجرى نقله إلى مقر الشرطة القضائية، لتعميق البحث معه، بتنسيق مع النيابة العامة بمحكمة الاستئناف، حيث اعترف أنه من أضرم النيران انتقاما من والديه اللذين رفضا مساعدته على الهجرة السرية بتوفير السيولة المالية الكافية لهذا الغرض، فاستغل غيابهما، واقتنى كمية هامة من مادة "الدوليو" وسكبها بالشقة، ثم أشعل النار وغادر إلى وجهة مجهولة. هذا، وأحالت الشرطة القضائية لمولاي رشيد بالبيضاء، المتهم، على الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف، بتهمة جناية إضرام النار عمدا، وتم إيداعه سجن "عكاشة" في انتظار مثوله أمام القضاء ليقول كلمته فيه.