أحالت عناصر الشرطة بأمن الدارالبيضاء على محكمة الاستئناف بالمدينة شابا أضرم النار في استوديو للتصوير كان يشتغل فيه قبل أن يتم طرده من قبل مالك المحل. ولم يجد الشاب في مقتبل العمر، وسيلة للانتقام من مشغله، الذي طرده إلا إضرام النار في محل العمل. هذه الواقعة التي كان زمانها الأربعاء الماضي، ترجم فيها أحد أبناء الحي المحمدي نار الحقد والغضب المتأججة في دواخله إلى حريق حقيقي، حول فيه بواسطة كمية من البنزين وعود ثقاب مختبرا للتصوير بحي الأزهر بالبرنوصي إلى مكان متفحم. وتعود تفاصيل هذه القضية الملطخة بسواد الرماد والدخان، حيث كانت بدايتها مجرد شنآن بين صاحب «الأستوديو» وأحد العاملين لديه، الذي لم يقض بالكاد مدة شهرين من الشغل، حيث تم طرده من العمل بسبب عدم رضى صاحب مختبر التصوير على كفاءته في المجال. المراهق المطرود الذي لا يتجاوز عمره 21 سنة. دفعته وسوسة الانتقام إلى التفكير في طريقة يرد بها صاع طرده من العمل صاعين ببأس النار، حيث اقتنى خمس لترات من «ليصانص»، وتسلل في حدود الساعة السادسة من مساء الأربعاء 18 يناير الجاري إلى الأستوديو. هناك أفرغ كمية البنزين وأضرم النار، التي حولت كل تجهيرات المحل إلى هشيم متفحم، ثم لاذ بالفرار من مكان الحريق صوب مسكن أسرته بمشروع الحسن الثاني بالحي المحمدي. إضرام النار في ملك الغير، التي كادت أن تمتد ألسنتها إلى شقق العمارة، التي يوجد في أسفلها مختبر التصوير المحترق، حد من خطورتها تدخل رجال الإطفاء، وتجندت للبحث عن مقترفها الشرطة القضائية لأمن البرنوصي زناتة. حيث أكدت التحريات أن الفاعل هو العامل المطرود، الذي ترصدت له دورية لعناصر صقور الدرجات النارية بالقرب من مقر سكناه، وما كاد يظهر في المكان المراقب بسرية، حتى كانت الأصفاد تقيد معصميه، ليتم نقله إلى مقر الشرطة القضائية بحي أناسي. حيث اعترف بجريمة إضرام النار عمدا في محل مشغله بدافع الانتقام الأعمى، الذي سيرهن لا محالة سنين من عمره الفتي وراء قضبان السجن، بتهمة ثقيلة كانت وراءها «سخونة الراس»، التي لن تنفع معها «الندامة» بعد أن حولت نار الحقد والطيش كل شيء إلى رماد ودخان.