لا زالت تداعيات الانتخابات التشريعية تلقي بظلالها على الصف الداخلي لحزب العدالة والتنمية بالقنيطرة، رغم أن الحزب حافظ على ريادته محليا واستطاع كسب نفس المقاعد التي حصل عليها في الاستحقاقات البرلمانية السابقة. وحسب يومية "المساء" ، فإن حالة الاحتقان التي شابت فترة إجراء عملية اقتراح مرشحي الحزب لقبة البرلمان لم تتوقف عند ظهور النتائج وتبوؤ الحزب المرتبة الأولى بالإقليم، بعدما أعاد عزيز الكرماط، النائب البرلماني السابق عن دائرة القنيطرة، في تدوينة سابقة له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «الفيسبوك» ما أسماه «التكوليس» الذي عرفه الحزب، وهو ما أثار من جديد ضجة في أوساط مناضلي حزب العدالة والتنمية. آخر المستجدات التي عرفها هذا الموضوع، تؤكد "المساء" ، هو إقدام عزيز الكرماط، النائب الثالث لعزيز رباح، رئيس المجلس الجماعي، على وضع استقالته من الكتابة الإقليمية، الأسبوع الفارط، احتجاجا على عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة في حق المتورطين في «الكولسة» التي طبعت اختيار المرشحين للبرلمان. وأشارت المساء إلى أن الأسباب ذاتها كانت وراء استقالات أخرى مماثلة. وأضافت موضحة «إنها نفس الخطوة التي أقدم عليها قبله عضوان قدما استقالتيهما من الكتابة الجهوية»، مضيفة بأن تكتما شديدا يسود داخل مسؤولي الحزب حول هذا الموضوع. وفي الوقت الذي تعذر على الجريدة معرفة الأسباب الحقيقية لتلك الاستقالات، رجحت المصادر ارتباط هذه الأخيرة بطريقة تعامل الأمانة العامة ل»البيجيدي» مع مختلف الإشكالات التنظيمية التي يعرفها الحزب محليا. وأسرت مصادر اليومية بالقول إن «القواعد كانت تنتظر الشروع في محاسبة من كانوا يقفون وراء المخالفات التي شابت جلسة اختيار المرشحين وتقديم المعنيين بالأمر أمام لجن التأديب المختصة، لكنها فوجئت بورود اسم أحدهم في لائحة المرشحين لهذه الانتخابات». وحاولت «المساء» الاتصال بعزيز الكرماط لأخذ رأيه في الموضوع، غير أنه رفض الإدلاء بأي تصريح، مكتفيا بالقول إن «هذا شأن داخلي يدخل ضمن اختصاص الأمانة العامة للبت فيه». ومن المرتقب أن لا تقف الأمور عند الحد، حيث بات الصف الداخلي للحزب معرضا للتصدع، إذا لم تُعد القيادة الأوضاع إلى نصابها، على حد قول المصادر ذاتها.