عادت الاحتجاجات لمدينة الحسيمة من جديد ، بعد يومين من التوقف، بسبب العياء والتعب الذي نال من أغلب المشرفين على المسيرات والوقفات الاحتجاجية، التي اجتاحت المدينة منذ وفاة بائع السمك، محسن فكري، الجمعة الماضية. وصل عدد المشاركين في المسيرة 70 الف مواطن حسب أعضاء من لجنة المتابعة التي أشرفت على تنظيم المسيرة، وقد ظهرت سلاسل بشرية تقوم بحماية الممتلكات العامة وحماية مقر الكوميسارية حيث طُحن محسن فكري بالقرب منها، ومرت الأمور بهدوء كبير وانتظام، وعند نهاية المسيرة تواعدت الجماهير على الاستمرار في الاحتجاج حتى تحقيق كل المطالب، واعطت الصلاحية للجنة المتابعة لتقرر زمن ومكان الشكل النضالي الموالي. الناظور بدورها حدت حدو الحسيمة حيث إصطف المئات من المحتجون في مسيرة إحتجاجية وسط سلاسل بشرية، جابت مجموعة من الشوارع الرئيسية للمدينة، على وقع شعارات تُندّد بقتل محسن وغيرها من الشعارات المرتبطة بهذه الحادثة، وشعارات ذات بُعد اجتماعي ضد "الحكرة والظلم والفساد"، كما لم تسلم برلمانية حزب الاتحاد الدستوري صاحبة منشور "الأوباش"، من غضب المحتجين ومن شعاراتهم. وإستقرت المسيرة بساحة "حمان الفطواكي" بفضاء كورنيش الناظور، بحيث اِلتأم المحتجين في حلقية حاشدة، توسطها مجموعة من النشطاء الذين تناوبوا على إلقاء كلمات ختامية شدّدوا فيها على ضرورة إستمرار هذا الحراك الاحتجاجي لرفع "الحكرة" وتحقيق العيش الكريم للمواطنين، مع الالتزام برُقي الحراك النضالي وسلميه. وبدورها شهدت مدينة وجدة، مسيرة حاشدة، إنطلقت أطوارها من داخل كليات الآداب والحقوق والعلوم التابعة لجامعة محمد الأول، لتتجه صوب ساحة "الحمام" وسط مدينة وجدة، التي كانت بدورها تحتضن وقفة احتجاجية، وهناك إلتئم المتظاهرون في مسيرة واحدة، جابت الشارع الرئيسي وسط مدينة وجدة، تحت شعارات مُختلفة لا تنفصل عن باقي الشعارات التي تصدح بها حناجر المتظاهرين في كل المدن المُتفاعلة مع هذا الحراك .