يعود الهجوم العنيف الذي شنّه رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، خلال حلوله يوم الثلاثاء الماضي ضيفا على مجلس المستشارين في الجلسة العامة حول السياسات العامة، على وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، إلى مجموعة من الأسباب الحقيقية، التي كشف عنها مصدر مقرب من بنكيران. وقال المصدر ذاته، في تصريح له لأحد المصادر الإخبارية، إن رئيس الحكومة طالب، قبل أسبوعين في المجلس الحكومي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني بالتراجع عن مذكرته التي وجهها إلى مدراء الأكاديميات الجهوية، والتي يشير فيها بالشروع في تدريس المواد العلمية باللغة الفرنسية بداية من الموسم الدراسي الجاري. وأكد المصدر نفسه، أن بنكيران أظهر غضبا شديدا من بلمختار في المجلس الحكومي، "لكن الوزير لم يبد استجابة لطلب بنكيران، بعد أسبوعين من تعليماته، وهو ما جعله يقرعه أمام الملأ"، هذا فضلا على أن بنكيران نفى علمه بالمذكرة الداعية إلى بدء تدريس مادتي الرياضيات والعلوم الفيزيائية باللغة الفرنسية بداية من الدخول المدرسي الحالي. وسجل المصدر سالف الذكر، أن رئيس الحكومة راسل رسميا الوزير بلمختار، من خلال مراسلة خاصة، يطالبه بسحب "مذكرة فرنسة المواد العلمية"، مؤكدا أن "وزير التربية الوطنية ملزم بتنفيذ قرار رئيسه المباشر بمراسلة الأكاديميات الجهوية بمذكرة جديدة لإعلان نسخه للمذكرة السابقة". وقد بدا وزير التربية الوطنية غاضبا من الطريقة التي خاطبه بها رئيس الحكومة أمام الملايين من المغاربة، حيث كشف مصدر مقرب منه رفضه "لأسلوب رئيس الحكومة الذي عوض أن يفتح نقاشا داخليا حول الموضوع، اختار مواجهته في جلسة عامة". وأكدت مذكرة وزير التربية الوطنية أنه تقرر ابتداء من الدخول المدرسي المقبل 2016-2017 تدريس مادتي الرياضيات والعلوم الفيزيائية باللغة الفرنسية، بالنسبة إلى الجذع المشترك والأولى باكالوريا، بشعبتي العلوم والتكنولوجيات الميكانيكية، والعلوم الكهربائية. وكان رئيس الحكومة قد قال إن "الفرنسة في الباكالوريا التي اعتمدتها مذكرة الوزير بلمختار ستشعل النار"، مضيفا أن "الملك عندما أراد تعيين رئيس الحكومة اختار عبد الإله بنكيران، ولو أراد لاختار رشيد بلمختار، لأنه يعرفه قبلي، لكنه عينني لكي أقدر الأمور".