توفي اليوم الأربعاء المفكر المغربي محمد بريش الخبير والباحث في الدراسات المستقبيلة والإستراتيجية بعد مسار علمي حافل بالعطاء امتد لسنوات واختار خلاله الفقيد الابتعاد عن الأضواء والاشتغال في صمت . عبد العالي حامي الدين القيادي في حزب العدالة والتنمية نعى الفقيد عبر صفحته الرسمية على موقع فايسبوك . وكتب حامي الدين "أسلم الروح إلى بارئها بالعاصمة القطرية الدوحة فجر هذا اليوم الأخ العزيز والأستاذ الفاضل محمد بريش. تعرفت عليه عن طريق مقالاته في مجلة الهدى المغربية التي كانت تصدر في مدينة فاس في نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن الماضي، من بينها قراءاته النقدية لكتابات محمد أركون وتأملاته في آيات من القرآن الكريم، وكتاباته حول مناهج التعليم والمقررات الدراسية، ثم تعرفت عليه محاضرا في الجامعات المغربية في مواضيع فكرية وثقافية، ومفكرا مرموقا على "القناة الثانية 2M" في بداية ظهورها في برنامج " دين وفكر" حيث تعرف المغاربة على مفكر إسلامي يجمع بين المعرفة الدقيقة بالعلوم الشرعية وبين المعرفة الوضعية انطلاقا من تكوينه العلمي كمهندس خريج المدرسة العليا القناطر بباريس، وحاصل على الدكتوراه في الهندسة المدنية، إلى جانب تخصصه في في الدراسات المستقبلية والاستراتيجية، فضلا عن خبرته الكبيرة في إدارة المشاريع. وتابع "ثم تعرفت عليه عن قرب في مناسبات متعددة منذ بداية القرن، وكنت لا أفوت الفرصة للقاء به عند كل مناسبة أزور فيها الدوحة، أو عندما يعود للرباط لقضاء بعض الأيام من عطلته.عرفت فيه العالم الرباني الذي له علاقة خاصة بالقرآن الكريم، والمفكر ذو التأملات العميقة في قضايا الأمة وتحولاتها والخبير المتابع بدقة للتحولات الجارية في المنطقة العربية والإسلامية، والذي يمتلك قدرة تحليلية هائلة لما يجري في الساحة العالمية من أحداث وتطورات وفق رؤية واضحة بوصلتها الأساسية نهضة الأمة وعودتها للريادة الحضارية كما كانت في أزمنة سابقة". واستطرد عضو الأمانة العامة للبيجيدي "شغل الراحل مناصب مهمة في وزارة الأشغال العمومية وفي وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وساهم في تذويب الكثير من سوء الفهم بين السلطات المغربية والاتجاهات الإسلامية. ( كان من بين الأعمال التي ساهم في تنظيمها جامعة الصحوة الإسلامية عام 1990 في عهد الراحل عبد الكبير العلوي المدغري رحمه الله). وأضاف "كما استفادت من خبرته عدد من المؤسسات الفكرية والثقافية والتعليمية والإعلامية في بلدان الخليج، خصوصا في الشارقة والدوحة حيث عاش السنوات الأخيرة من عمره.كان الرجل موسوعيا في ثقافته ومعرفته، متواضعا في علاقاته، راقيا في تعامله مع الجميع، وكانت الابتسامة لا تفارق محياه.. يقول كلمته ويمضي لا يبتغي وراء ذلك مجدا ولا جزاء ولا شكورا من الناس..كان قلبه مفعما بالله، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدًا..كثيرا ما سمعته يتلو كتاب الله بقراءة مغربية رخيمة، لم يتخلى عنها رغم السنوات الطويلة التي قضاها في الخليج. ونعى حامي الدين الراحل بريس بالقول "كان مغربيا حتى النخاع، معتزا بوطنه وانتمائه المغربي، مدافعا عن قضاياه العادلة في جميع المحافل والمناسبات، متابعا لما يجري في البلاد، منشغلا بمشاكله وقضاياه ولاسيما قضايا الهوية والتحرر من التبعية والإلحاق الحضاري.بوفاته يفقد المغرب والأمة العربية والإسلامية أحد أبنائه البررة، وأحد علمائه الأجلاء.