أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية إصابة أكثر من 215 إصابة بينها 4 حالات خطيرة للغاية خلال المواجهات مع قوات الاحتلال في المسجد الأقصى ومحيط البلدة القديمة بالقدس. وأضافت أنه تم نقل أكثر من 153 مصابا إلى المستشفيات، مشيرة إلى إصابة عدد من المسعفين. وقالت الجمعية في بيان، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي أصابت، عددا من طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني العاملة في محيط المسجد الأقصى. وأضافت أن عددا من طواقمها العاملين في محيط المسجد الأقصى تعرضوا لإصابات جراء اعتداءات القوات الإسرائيلية عليهم أثناء إسعافهم الفلسطينيين، دون ذكر تفاصيل عن أعدادهم أو إصاباتهم. كما أغلقت قوات الاحتلال باب العيادة الطبية في المسجد الأقصى "باللحام الحديدي"، لمنع علاج المصابين. ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن شهود عيان قوله إن "قوات الاحتلال اعتدت على الطواقم الطبية، وأخرجت جميع من بالعيادة، قبل أن تقوم بإغلاقها بشكل كامل". وقال المدير الطبي لمستشفى المقاصد في القدس، الدكتور نزار حجة، إن قسمي الطوارئ باتا مليئين بالجرحى، منوها لفتح الأقسام العلوية من المستشفى لاستقبال المصابين الذين ينقلون تباعا، علاوة على تحويل الساحة العامة إلى مشفى ميداني. ويؤكد الصحفي ياسر العقبي من إذاعة الناس التي تبث من مدينة الناصرة في الداخل ل"القدس العربي" أن هناك عددا من المصابين المحاصرين داخل المسجد المرواني. في غضون ذلك، أعلنت الشرطة الإسرائيلية، الإثنين، إصابة 9 من عناصرها خلال المواجهات في المسجد الأقصى. وقالت في بيان: "أُصيب 9 من أفراد الشرطة وتم نقل أحدهم لتلقي العلاج الطبي". وكانت الشرطة الإسرائيلية قد أعلنت في وقت سابق أنها لن تسمح للمستوطنين الإسرائيليين باقتحام المسجد الأقصى، اليوم الإثنين. وقالت الشرطة في بيان: "مع نهاية تقييم الوضع، التي انتهت قبل قليل، بقيادة المفوض العام لشرطة اسرائيل المفتش يعقوب شبتاي، بمشاركة قائد لواء القدس اللواء دورون تورجمان وجميع مندوبي الأجهزة الأمنية، قرر المفوض العام في هذه المرحلة عدم زيارة الحرم القدسي". وأضافت: "تم نشر الآلاف من أفراد الشرطة منذ الساعات الأولى من هذا الصباح، في جميع أنحاء مدينة القدس والبلدة القديمة لضمان أمن وسلامة الجمهور". وكان المئات من الفلسطينيين قد احتشدوا في المسجد الأقصى، منذ فجر اليوم لمنع أي اقتحام إسرائيلي للمسجد. ومطلع شهر رمضان، أعلنت جماعات استيطانية عن تنفيذ "اقتحام كبير" للأقصى يوم 28 رمضان (اليوم الإثنين)، بمناسبة ما يسمى ب"يوم القدس" العبري الذي احتلت فيه إسرائيل القدس الشرقية عام 1967. وعلى خلفية هذا العدوان الخطير على الحرم القدسي الشريف وعلى المتظاهرين الفلسطينيين، قالت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية داخل أراضي 48، إن حكومة الاحتلال وجيشها ومخابراتها وعصابات المستوطنين الإرهابية، تصعد عدوانها على القدسالمحتلة، من خلال الأوهام الكولونيالية بكسر الوقفة البطولية لشعبنا، وأهالي القدس، ضد جرائم الاحتلال، وتنغيص حياة المقدسيين في مدينتهم، والعدوان الإرهابي صباح الاثنين، على المسجد الأقصى، هو أكبر اثبات على أهداف الاحتلال. وقالت إن "الاحتلال أيقن أن كل الرهان على كسر شوكة القدس وأهلها، سجل فشلا ذريعا"، مؤكدة أن "القدس عاصمة فلسطين ولها شعبها يحميها، والمقدسيون يسجلون كل يوم أسطورة بطولية، وبشكل خاص منذ اليوم الأول لشهر رمضان المبارك، الذي بدأ فيه الاحتلال معركة لتنغيص حياة المحتفلين، بموازاة عدوانه شبه اليومي على المصلين في المسجد الأقصى المبارك". ودعت اللجنة إلى "تكثيف تواجد جماهيرنا والقيادات في القدس، وتكثيف النشاطات الكفاحية في جميع المناطق والبلدات". من جهته حذر النائب الشيوعي اليهودي في القائمة العربية المشتركة عوفر كسيف، أن مشاهد القدس اليوم تذكر بالمشاهد الموجعة من انتفاضة القدس والأقصى عام 2000. وتابع محذرا: "هذه الهجمات العدوانية التي تنفذها كتائب نتنياهو المسلحة في الشطر الشرقي من القدس وفي حيفا تدلل على أن حكومته مصممة على الدفع نحو إشعال حريق كبير ولسفك دماء ويحظر علينا تمكينهم من ذلك".