يبدو أن قدر المغاربة هذه السنة أن يعيشو المعاناة ليس مع جائحة كورونا وماخلفته من تداعيات طالت جميع مناحي الحياة، ولكن كذلك مع موجة الغلاء التي باتت شبحا يطارد ملايين الأسر التي أصبحت عاجزة عن مسايرة الارتفاع الصاروخي للأسعار في ظل ضعف قدرتها الشرائية . موجة الغلاء التي عصفت بالأسواق المغربية، خلال الأشهر الأخيرة وإن طالت مجموعة من المواد الغدائية بلغت دروتها همت بدورها أسعار الزيوت النباتية، حيث شهدت أسعارها قبل أيام ارتفاعا يصل إلى درهمين في اللتر الواحد، و10 دراهم في 5 لترات، وذلك في مختلف الأسواق الوطنية. الزيادة في أثمنة هذه المادة الحيوية التي يستهلكها المغاربة بكثرة أججت الغضب وسط المواطنين الذين اتهموا الشركات و الدولة باستنزاف جيوبهم وعدم مراعات الوضعية الاجتماعية والاقتصادية لعدد من الأسر التي غيرت تداعيات الأزمة مستوى معيشتها. ومن جهة أخرى، سجل بعض المغاربة امتعاضهم من هذه الزيادة المفاجئة وعودة بعض الشركات لنهج سياسة " وضع المغاربة امام الأمر الواقع " علما أن الحالة المالية لكثير من المغاربة متخلخلة وغير مستقرة . وأشار البعض الآخر عبر منصات التواصل الاجتماعي، أنه من المتوقع أن تحدث هذه الزيادة ارتفاعا في بعض المنتوجات التي تعرض للبيع رغبة من أصحابها لمواجهة ارتفاع كلفة الإنتاج، المرتبطة برفع سعر زيت المائدة ودعا عدد من النشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعي، إلى مقاطعة الشركات المصنعة للزيوت النباتية تعبيرا عن رفضهم لهذه الزيادة التي تستنزف جيوب المغاربة، وفق تعبيرهم.