أثارت الخطوة التي أقدمت عليها 6 دول من أصل 10 في تحالف آسيان، باتخاذ تدابير رقابية في شكل قيود على تصدير الأرز، مخاوف الكثير من الدول العربية و الآسيوية التي تعتمد الأرز كغذاء رئيسي و تعاني من قلة احتياط هذه المادة. التايلاند التي تعتبر ثاني أكبر مصدر للأرز بعد الهند أوقف تجّارها عن توقيع عقود تصدير جديدة، ليرتفع السعر لنحو 19 في المئة مقارنة بسعره العام الماضي. الفيتنام بدورها و التي تعتبر ثالث أكبر مصدر للأرز في العالم ، أعلنت حكومتها في شهر مارس الماضي وقف تصدير الأرز لضمان الأمن الغذائي في فيتنام، في ظل تزايد المخاوف من تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد وموجة الجفاف الشديد وتسرب المياه المالحة إلى الأراضي الزراعية في دلتا نهر ميكونج . وحسب ما أفاد به معهد الدراسات للدول النامية، في اجتماع لوزراء الزراعة في دول آسيان، عُقد في العاصمة الفيتنامية “هانواي”، وهي واحدة من اثنين أعضاء في الرابطة ضمن أكبر مصدري الأرز في العالم جنباً إلى جنب مع تايلاند، وقيل إنه حصل بالفعل تفاهم مشترك على أن حظر التصدير أو القيود التي تفرضها الدول الرئيسة المُصدرة للأرز مثل الهندوفيتنام، والإقبال على الشراء بشراهةٍ من قِبل مستوردين رئيسين كالفلبين، أدى في النهاية إلى الارتفاع الجنوبي في السعر. ومع بداية ظهور مؤشرات القلق والخوف المتزايد بشأن احتياج الشعوب للأرز، خصوصاً في الدول التي بدأت تلمس الأزمة في جنوب شرق آسيا، حيث يعتبر طبقاً رئيساً لمليارات الناس في المنطقة، ألقى موقع “Statista” الإحصائي الألماني، الضوء على العشرة الكبار المنتجين للأرز، ولوحظ أن جُلها دول آسيوية، وهي الصين، والهند، وإندونيسيا، وبنغلادش، وفيتنام، وتايلاند، وبورما، والفلبين، واليابان بالإضافة إلى البرازيل، والأغرب من ذلك، أنها تستهلك معاً نحو 90 في المئة من المتوفر في العالم. تداعيات كوفيد 19 دفعت الكثير من البلدان المصدرة إلى التحرك واتخاذ قرارات تقول أنها تخدم شعبها وهي تخفيض أو الحد من الإمدادات وال تصدير هذه المادة لضمان ما وصفته ب”الأمن الغذائي”. توابع الأزمة على الدول العربية أزمة الأرز التي سيشهدها العالم سيكون لها تأثيرات وخيمة على الأمن الغذائي لمجموعة من الدول العربية التي تعتمد الأرز كمادة أساسية في غذائها، حيث شهدت أسعاره ارتفاعا ملحوظا، خصوصاً بعد توقف كمبودياوفيتنام عن التصدير، عقب إيقاف الهند حركة التصدير، وستزداد المخاوف إذا تغير موقف تايلاند الحالي، لتأثير هذه الدول على السوق العالمية في الأرز، حيث تصدر معاً 32 مليون طن، وتوقف تصدير هذه الكمية في وقت زيادة الطلب العالمي خلال أزمة كورونا، قد يسفر عن أزمة أرز عالمية، خصوصاً أن احتياطي بعض الدول العربية لا يكفي سوى بضعة أشهر. وعلى سبيل المثال، تقول وكالة “الشرق الأوسط”، إن احتياطي دولة مثل مصر، لم يعد يتبق منه سوى خمسة أشهر فقط، ومع حلول شهر رمضان يزداد الاستهلاك لأكثر من 3 كيلوغرامات للفرد شهرياً، وبالنسبة إلى السعودية، يبلغ احتياطيها من الأرز 205 آلاف طن، أي أقل من ربع الاستهلاك السنوي المقدر بمليون و300 ألف طن، والمقلق هنا أن جُل الدول العربية تعوِّل على الهند، وتايلاند، وفيتناموالصين في استيراد الأرز.