اعترضت الدفاعات الجوية السعودية، فجر اليوم الاثنين، صاروخين باليستيين قادمين من اليمن، فوق سماء مدينتي الطائفوجدة التابعتين لمنطقة مكةالمكرمة، غربي المملكة. وهذا الهجوم هو الأول بعد تهديد جماعة الحوثي، الخميس الماضي، السعوديةَ والإمارات ب”رد قاسٍ”؛ في حال لم تتوقف عن “سياستها وحربها المستمرة منذ خمسة أعوام ضد اليمنيين”. وقالت صحيفة “عكاظ” السعودية: إن “قوات الدفاع الجوي السعودي في الطائف تصدّت بدقة متناهية لصاروخ حوثي إيراني، وذلك قبيل تناول سحور اليوم الاثنين”. وأضافت الصحيفة: إن “هذا الاعتداء السافر يكشف حقيقة التخطيط الإيراني لزعزعة أمن وأمان المعتمرين في ليالي رمضان”. وفي غضون ذلك تداول مغردون مقاطع فيديو للحظة اعتراض الصاروخ في جهة الجزء الشرقي الشمالي من محافظة الطائف. ويأتي الهجوم بعد أسبوع من تعرّض 4 سفن تجارية، بينها ناقلتا نفط سعوديتان كانتا ستتجهان إلى واشنطن، لهجمات، قبالة ساحل الفجيرة الإماراتي البحري، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجمات. والثلاثاء الماضي، أعلنت مليشيا الحوثي تنفيذ هجمات بسبع طائرات مسيرة على منشآت حيوية في محافظتي الدودامي وعفيف بمنطقة الرياض. وقالت إن الهجمات أدت إلى توقف كامل لخط النفط في تلك المنطقة، وهو ما اعترفت به الحكومة السعودية. وهذه الهجمات تتزامن مع توتر العلاقات بين واشنطنوطهران؛ عقب قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مطلع هذا الشهر، محاولة وقف صادرات إيران النفطية تماماً، وتعزيز الوجود الأمريكي في الخليج؛ رداً على ما قال إنّها تهديدات إيرانية. وبالفعل أرسلت وزارة الدفاع الأمريكية حاملة الطائرات “أبراهام لنكولن” وطائرات قاذفة إلى الشرق الأوسط؛ بزعم وجود معلومات استخبارية بشأن استعدادات محتملة من قبل طهران لتنفيذ هجمات ضد القوات أو المصالح الأمريكية بالمنطقة. في المقابل بدأت مليشيا الحوثي الموالية لإيران بتوجيه ضربات للمملكة، ونشرت يوم الأحد صوراً عن موقع هجوم أرامكو، في حين كشف عن أنها ستنفذ سلسلة عمليات تستهدف 300 هدف حيوي وعسكري في السعودية والإمارات واليمن. وذكرت وكالة “سبأ” التابعة للحوثيين، نقلاً عن مصدر فيما تسمى وزارة الدفاع الحوثية، أن هجمات 14 مايو على منشأتي “أرامكو” “بداية” لمئات العمليات العسكرية. وبحسب وسائل إعلام سعودية، فقد تجاوز إجمالي الصواريخ الباليستية التي أطلقتها مليشيا الحوثي باتجاه المملكة 200 صاروخ، حيث تصدت لجزء منها الدفاعات الصاروخية، في حين أصابت بعضها أهدافاً ومنشآت حيوية داخل المملكة. وتقود الرياض وأبوظبي تحالفاً عسكرياً ضد الحوثيين، منذ عام 2015، بدعوة من حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، لاستعادة الشرعية، وإعادة السيطرة على البلاد بعد استيلاء الحوثيين على العاصمة صنعاء وعدد من المناطق. وبفعل العمليات العسكرية، يعاني اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ قتل وجرح الآلاف بحسب الأممالمتحدة، كما يحتاج 22 مليون شخص، أي نحو 75% من عدد السكان، إلى المساعدة والحماية الإنسانية.