رتفعت حصيلة ضحايا التصعيد الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، منذ صباح أمس السبت، إلى 22 شهيداً وأكثر من 150 جريح، في حين قُتل 4 إسرائيليين إثر سقوط صاروخ أُطلق من القطاع على عدد من المستوطنات في الأراضي المحتلة. وأكد الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة الفلسطينية، أشرف القدرة، استشهاد 22 فلسطينياً وإصابة أكثر من 150 مواطناً من جراء التصعيد الإسرائيلي المستمر منذ يومين على قطاع غزة. وأفادت قناة “آي 24 نيوز” الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني، اليوم الأحد، بأن 3 إسرائيليين قتلوا متأثرين بجراحهم التي أصيبوا بها من شظايا قذائف أطلقت من قطاع غزة على مدينة عسقلان المحتلة. ومساء اليوم، أعلنت الشرطة الاسرائيلية مقتل إسرائيلي متأثراً بحروح أصيب بها نتيجة قذيفة صاروخية على مدينة أسدود. وأمر رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، جيشه بمواصلة “الضربات المكثفة” على غزة، وأعلن الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق من اليوم، أنه جاهز لمواصلة التصعيد أياماً أخرى، كما استدعى لواء مدرعات إلى الحدود مع القطاع. كذلك، أعلنت كتائب القسام استهداف جيب يتبع لجيش الاحتلال شمال قطاع غزة، وإصابة من فيه بجراح خطيرة. في وقت لاحق، أكدت كتائب القسام وسرايا القدس في بيان مشترك مسؤوليتهما عن استهداف ناقلة جند شرق المحافظة الوسطى. وأعلن المكتب الإعلامي للحكومة في غزة أن أكثر من 150 غارة إسرائيلية استهدفت نحو 200 مَعلم مدني في القطاع. وأوضح المكتب في بيان، اليوم الأحد، أن القصف استهدف بنايات سكنية ومساجد وورش حدادة ومحال تجارية ومؤسسات إعلامية وأراضي زراعية. وذكر أن الاحتلال قصف ودمّر سبع بنايات سكنية، فيها نحو 3 مؤسسات إعلامية، من بينها مكتب وكالة “الأناضول” التركية، واستهدف أربعة منازل أخرى ومحيطها بالصواريخ، وقصف مسجد المصطفى بمخيم الشاطئ للاجئين غربي غزة. واستهدف القصف أيضاً 21 موقع تدريب، وأكثر من 17 نقطة رصد للمقاومة، وفق الإحصائية. في حين قال جيش الاحتلال، اليوم، إنه استهدف أكثر من 120 موقعاً لحركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن نحو 250 صاروخاً أُطلقت من غزة باتجاه البلدات والمستوطنات الإسرائيلية المحاذية للقطاع. وكان أحدث ضحايا الغارات فلسطينيَّين اثنين، استُشهدا في مخيم البريج، وسط القطاع، بعد استهداف طائرةٍ مجموعةً من الأشخاص. ولاحقاً، قالت “سرايا القدس”، الجناح المسلح لحركة “الجهاد الإسلامي”، إن الشخصين من عناصرها. وفي وقت سابق، قال القدرة في بيان: إن “فلسطين أبو عرار (37 عاماً) استُشهدت وهي حامل، متأثرةً بجراحها التي أصيبت بها في الرأس، جراء الاستهداف الإسرائيلي شرقي غزة مساء اليوم”.في حين أعلنت “الصحة” استشهاد الطفلة صبا أبو عرار من جراء القصف. وفي السياق، شيَّع فلسطينيون، اليوم الأحد، الشهيدة فلسطين، والطفلة الرضيعة صبا التي استُشهدت إثر قصف مباشر بصاروخ لقوات الاحتلال الإسرائيلي استهدف منزل عائلتها في غزة أمس. وأدان الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، العدوان الإسرائيلي على غزة، وطالب بتوفير الحماية الدولية . في حين قالت غرفة العمليات المشتركة للفصائل الفلسطينية، السبت، إن ردَّها سيتوسع ليشمل مدينتي أسدود وبئر السبع في حال تمادى العدو (إسرائيل) بقصف غزة. وأضافت الفصائل في بيان لها: إن “المقاومة استهدفت عسقلان وأوفاكيم وكريات جات (مدن ومستوطنات محاذية لغزة) برشقات صاروخية، رداً على استهداف الاحتلال للبنايات السكنية”. ودعا أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، مساء السبت، المجتمع الدولي إلى وقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، ومحاسبة “إسرائيل” على جرائمها، وتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني. وحث عريقات، في تصريح له، كلاً من مصر والأمم المتحدة على “متابعة الجهود والاتصالات لوقف العدوان الإسرائيلي، واستعادة الهدوء”، بحسب الوكالة الرسمية للأنباء (وفا). ودعا المجتمع الدولي إلى “التدخل العاجل للجم سُلطة الاحتلال، ومحاسبتها على جرائمها ضد شعبنا، وإلزامها احترام القانون الدولي وحقوق الإنسان، والإسراع في إنفاذ قرار الحماية الدولية العاجلة للشعب الفلسطيني”. وتبنَّت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في نوفمبر الماضي، قراراً يقضي بالعمل على توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال. لكن القرار لم يجد طريقه للتنفيذ حتى الآن، بسبب رفض “إسرائيل”، التي تحظى بدعم أمريكي. وأكد مراسل موقع “الخليج أونلاين” في غزة، أن طائرات الاحتلال قصفت عدداً من مواقع “كتائب القسام”، و”سرايا القدس”، شمالي وجنوبي قطاع غزة، بعدد من الصواريخ، إضافة إلى استهداف منازل مدنية، وأراضٍ زراعية فارغة. وفي السياق، بثت “سرايا القدس”، الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي”، مقطع فيديو، محذرةً الاحتلال من أن “دائرة النار ستتسع”، من خلال تهديدها بقصف مفاعل ديمونة النووي، ومصفاة حيفا، ومطار بن غوريون. كذلك قررت سلطات الاحتلال إغلاق بحر قطاع غزة بالكامل أمام الصيادين، وكل المعابر مع القطاع. ونقلت مصادر إعلامية إسرائيلية أن رئيس الوزراء الاحتلال وزير الجيش، بنيامين نتنياهو، سيعقد جلسة في مقر وزارة الجيش (كرياه) بمدينة “تل أبيب” مع رؤساء أجهزة الأمن، وبمشاركة الأذرع العسكرية في الجيش. وأعلن جيش الاحتلال إغلاق عدة محاور طرق بمحيط غزة، كما أعلن إغلاق شاطئ زيكيم شمالي القطاع، في حين دوّت صافرات الإنذار بمستوطنتي “أسدود” و”غان يفنه”. وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، أمس: “بدأنا هجوماً على أهداف لحركتي حماس والجهاد في غزة”. وفي سياق متصل، قالت القناة 13 العبرية إن مبنى “الكرياه” (قاعدة قوات جيش الاحتلال) تعرض لإصابة مباشرة بصاروخ (مقاومة)، بالإضافة إلى وقوع مصاب في المكان. وفي أحداث الجمعة، أصيب جنديان إسرائيليان برصاص قناص فلسطيني شرقي مخيم البريج، في حين ردَّت طائرة للاحتلال بقصف موقع ل”كتائب القسام”، وسط قطاع غزة. وزعم الجيش أن قواته تعرضت لإطلاق نار من قِبل فلسطينيين على الجدار الفاصل مع غزة، مضيفاً: “أسفرت عملية إطلاق النار عن إصابة ضابط ومجندة، أحدهما جراحه متوسطة، نُقل على أثرها إلى مستشفى سوروكا”. ودعت قيادة الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية جميع الأذرع العسكرية إلى رفع الجهوزية، والاستعداد للرد على جرائم الاحتلال، كما أكدت أن “المقاومة لن تسمح باستمرار نزيف الدم الفلسطيني واستمرار حصار غزة”. وحمّلت حركة “حماس”، في بيان لها، الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تداعيات التصعيد والاعتداءات التي تستهدف المتظاهرين السلميين”، مشددة على أن المقاومة ستسخّر كل ما تملك من وسائل وإمكانات للتصدي للعدوان الإسرائيلي وحماية دماء ومصالح الشعب الفلسطيني.