كشف جاريد كوشنر، المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط، عبر قناة إماراتية، عن ملامح “صفقة القرن” التي يعمل على إعدادها لحل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي. وكان لافتاً في حديث كوشنر لقناة “سكاي نيوز عربي” الإماراتية، اليوم الاثنين، تركيزه على التطبيع الاقتصادي بين الفلسطينيين ودولة الاحتلال الإسرائيلي. وأوضح في كلامه أن “الخطة المقترحة تركز على منح الشعب الفلسطيني القدرة على الاستفادة من إمكانياته، ومنح الشعب الإسرائيلي فرصة الاندماج بشكل ملائم في المنطقة”. وبين أن الجانب السياسي في الخطة مفصل جداً، ويركز على ترسيم الحدود وحل قضايا الوضع النهائي، زاعماً أن “حل قضية الحدود بين الإسرائيليين والفلسطينيين سيضمن التدفق الحر للناس والسلع، ويؤدي ذلك إلى إيجاد فرص جديدة”. وقال المسؤول الأمريكي: “المساران الاقتصادي والسياسي في الخطة مرتبطان ارتباطاً وثيقاً، ونسعى للتوصل إلى خطة مفصلة ومعمقة لوضع الخلافات السابقة جانباً والتطلع إلى مستقبل مزدهر ومشرق”. وتابع: “درسنا الاقتصاد الفلسطيني ووجدنا قدرات كبيرة للاستثمار ، لكن من أجل تحقيق ذلك لا بد من الحد من التوتر “. وأشار إلى أن “الخطة المقترحة ستعالج قضايا الوضع النهائي، وتقوم على مبادئ الحرية واحترام المعتقدات والاستفادة من الفرص المتاحة والأمن”، مضيفاً: إن “ما نقترحه من خطة سلام يقدم للطرفين الإسرائيلي والفلسطيني أكثر ممَّا يقدمانه، وعلى الطرفين تقديم تنازلات”. كما كشف كوشنر عن عقد الكثير من المشاورات مع الإسرائيليين والفلسطينيين، والعديد من القادة العرب والجهات التي كانت معنية بهذه القضية، مضيفاً: إن “القادة في المنطقة والعالم مهتمون كثيراً بالشعب الفلسطيني، ويودون إيجاد سبل تسمح لهم بتحقيق ما كان بعيد المنال بالنسبة إليهم لوقت طويل”. وذكر أيضاً أن “الأثر الاقتصادي لخطة السلام لن يقتصر على الإسرائيليين والفلسطينيين بل المنطقة بأكملها”، مشدداً على أنه إذا “تمكنا من إزالة الحدود وإحلال السلام سيؤدي ذلك لإيجاد فرص جديدة للشعب الفلسطيني الذي يريد حكومة غير فاسدة تدافع عن مصالحه”. يُذكر أن “صفقة القرن” هي خطة أعدتها إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بهدف تسوية الصراع في الأراضي الفلسطينية مع الاحتلال الإسرائيلي، ويتردد أنها تتضمن إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لمصلحة “إسرائيل”، كما أنها تنال دعماً من السعودية والإمارات ومصر دول عربية أخرى. وأعلنت القيادة الفلسطينية رفضها المسبق خطة السلام الأمريكية؛ بعد أن أعلن ترامب أنها ستُسقط موضوع القدس من طاولة المفاوضات. كما أوقفت القيادة الفلسطينية اتصالاتها السياسية مع الإدارة الأمريكية؛ بعد إعلان ترامب، في السادس من ديسمبر 2017، الاعتراف بالقدس عاصمة ل”إسرائيل”، ونقل السفارة الأمريكية إليها.