احتج المغرب على إقدام الأممالمتحدة على تعميم رسائل جبهة البوليساريو على أعضاء مجلس الأمن،ورفض المغرب توزيع الأممالمتحدة رسالة لجبهة البوليساريو باعتبارها ليست دولة عضوا في المنظمة الدولية. ووجه السفير المغربي الدائم في الأممالمتحدة عمر هلال رسالة استعجاليه لرئاسة مجلس الأمن الدولي، يعرب فيها عن رفض بلاده القاطع، أن تكون جبهة البوليساريو ممثلا شرعيا للصحراويين. وتنازع جبهة البوليساريو المغرب على السيادة في الصحراء الغربية التي استردها من اسبانيا 1976 ويؤكد انها جزءا من ترابه الوطني فيما تسعى جبهة البوليساريو لانفصالها وإقامة دولة مستقلة عليها. وتسعى الأممالمتحدة منذ نهاية ثمانينيات القرن الماضي إلى تسوية سلمية للنزاع عادلة ومقبولة من كل الأطراف. واقترحت 1988 مخططا للتسوية قبلت به هذه الأطراف إلا أن عملية السلام تعثرت ولا زالت متعثرة لخلافات حول تطبيق هذا المخطط. واقترح المغرب سنة 2007 منح الصحراويين حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية تتمتع سلطاته المنتخبة ديمقراطية بصلاحيات واسعة إلا أن جبهة البوليساريو بتأييد من الجزائر رفضت المقترح وتتمسك بإجراء الأممالمتحدة لاستفتاء يقرر من خلاله الصحراويون إقامة دولة مستقلة أو الاندماج مع المغرب، وأعربت عن موافقتها في أن يتضمن الاستفتاء اختيار الحكم الذاتي. وقام المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء هورست كوهلر بجولة في المنطقة في يونيو الماضي، شملت المغرب حيث زار الرباط ومدنا صحراوية والجزائر العاصمة ومخيمات تندوف حيث التجمع الرئيسي للاجئين الصحراويين وقيادة جبهة البوليساريو والعاصمة الموريتانية نواكشوط والعاصمة الاسبانية مدريد، والتقى طرفي النزاع والدول المعنية تمهيدا لتقرير يقدمه لدورة اجتماعات لمجلس الأمن الدولي في أكتوبر المقبل. وتسعى جبهة البوليساريو ليتضمن تقرير كوهلر ومن ثم القرار الجديد لمجلس الأمن إشارات لحقوق الإنسان في الصحراء واستغلال الثروات الطبيعية. وتضمنت رسالة الجبهة لرئيس مجلس الأمن والتي وزعت على أعضاء المجلس، ما تقوله الجبهة بالأوضاع السياسية الحقوقية. ورفض عمر هلال مندوب المغرب الدائم لدى الأممالمتحدة أن يتم توزيع مذكرات الجبهة المرفوعة لمجلس الأمن الدولي على أعضائه داعيا لوقف تعميمها بصفة رسمية أو غير رسمية . وابدى هلال استغراب المغرب ودهشته من تعميم رئاسة مجلس الأمن الدولي لرسالة جبهة البوليساريو، التي وجهها الأمين العام البوليساريو ابراهيم غالي للمجلس عن الأوضاع السياسية والحقوقية بالمنطقة. وأكد أن الرسائل الموجهة من لدن جهات غير الدول ومن الجماعات المسلحة، من قبيل البوليساريو، يجب ألا تعمَّم على أعضاء المجلس، ولو بصفة غير رسمية.