أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي تلعب دورا كبيرا في صناعة الرأي والتأثير على مختلف القوى سواء أكانت اجتماعية أم سياسية أم اقتصادية. ونظرا لمكانة هذه المواقع لدى مستخدميها، فقد أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياتهم اليومية، وأداة فاعلة في تعبئة الرأي العام وصناعته في المجتمع. وأهم ما يمز مواقع التواصل، أن مستخدميها يتّحِدُون في أي شيء سواء أتعلق الأمر بقضية اختفاء، أو اغتصاب، أو اعتداء، أو سرقة، أو ما شابه ذلك. وبالحديث عن الاختفاء، فقد شهدت بعض مدن المغرب في الآونة الأخيرة حالات اختفاء متعددة، إلا أن الأشهر فيها هو اختفاء الطفلة غزل ورجوعها بعد 11 يوما من الغياب إلى حضن أسرتها. قضية الطفلة غزل ما كانت لتلقى صدى لولا انتشار خبر اختفائها على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي كان بمثابة الشرارة التي أطلقت موجة التضامن مع أسرة الطفلة، ونداءات مساعدة من أجل العثور على الطفلة التي أصبحت بين ليلة وضحاها من أشهر الأطفال وأصغرهم سنا ممن اختفوا في ظروف غامضة. وبفضل التضامن الذي لقيته أسرة المختفية من طرف النشطاء من داخل أرض الوطن وخارجه، ناهيك عن أبحاث الشرطة والضغط الذي مورس من أجل أي يخرج خاطف الطفلة إلى العلن؛ نجحت الحملة الفيسبوكية في التأثير على المعني بالأمر مما دفعه إلى تسليم الطفلة لعائلتها بحجة أنه كان يريد تبنيها، لتعود بذلك الفرحة إلى أبوي الصغيرة وباقي أفراد عائلتها. ولم تكن الطفلة غزل من غزت صورها مواقع التواصل الاجتماعي، فحتى الطفل هشام ( 6 سنوات) الذي ينحدر من مدينة السراغنة، اختفى هو الآخر في ظروف غامضة بعدما كان يلعب أمام منزلهم في الحي الذي يقطنه. وأظهر جهاز كاميرا كان مثبتا عند محل تجاري في الحي الذي تقطن فيه عائلة هشام، (أظهرت) الأخير وهو يلعب أمام البيت، وحين أنهى اللعب بدأ السير في الحي إلى أن اختفى فجأة عن الأنظار. وعلى الرغم من الدعم الذي لقيته أسرة الطفل من قبل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، والوقفات الاحتجاجية التي صاحبت ذلك، إلا أن الطفل لا يزال مختفيا منذ ال14 من ماي الماضي، ولا يزال مصيره مجهولا في ظل حديث عن تواجده رفقة أشخاص يمتهنون التسول.